10 نوفمبر 2025
تسجيليشهد قطاع غزة أزمة إنسانية تهدد حياة وأرواح العديد من الأطفال الرضع و المسنين المساكين نتيجة للبرد القارص. فمجمع الشفاء الطبي بغزة يشهد منذ قرابة ثلاثة أسابيع أزمة وقود حادة نظرا لنفاد كميات المخزون العام المشغلة لمولداته الكهربائية والدخول في الخط الأحمر باستغلال كميات المخزون الإحتياطي. يحتوي المجمع على العديد من الأقسام الاستشفائية و لعل أبرزها مستشفى الأطفال الذي يضم العديد من الرضع و النساء الحوامل. ففي هذا الصدد و مع بداية استنفاد الإحتياطي من المازوت في المخازن المنتجة للطاقة الكهربائية وجهت المستشفى نداء استغاثة لجميع الجهات المحلية, الإقليمية و الدولية من أجل إنقاذ أرواح هؤلاء الأطفال الأبرياء. لقد تسبب هذا الحصار في تفقير أغلب سكان مخيمات القطاع التي أصبحت تعاني الأمرين من احتلال و ظلم لا مثيل له عالميا وأصبح سكانه يعيشون فقط على مساعدات وكالة تشغيل وغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأونروا. كما ساهمت عدة عوامل أخرى في هذه الأزمة الإنسانية من أهمها تراخي المواقف العربية في دعم القضية الفلسطينية. بالنتيجة كانت لعملية إغلاق المعاملات والتحويلات المالية من المساعدات والهبات العربية أو الدولية لسكان هذا القطاع الضرر الكبير على الوضع المعيشي العام الذي تسبب في التدهور الكلي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. بالإضافة لذلك ساهمت عملية غلق المعابر ومنها معبر كرم أبو سالم ورفح في إعاقة مرور الشاحنات المحملة بالمازوت لتلك المستشفيات المتضررة من هذا الحصار الجائر، بالتالي كان منسوب المخزون العام من الوقود المستغل لتوليد الكهرباء بمجمع الشفاء الطبي يقدر ب 114 ألف لتر لينخفض مؤخرا إلى حدود 14 ألف لتر وهي كمية ضئيلة جدا ولا تكفي بحيث تغطي إلا أياما معدودة فقط. من الواجب الإنساني العربي توجيه المساعدة السريعة لهؤلاء الأطفال الذين لايحتاجون في هذه الظروف المأسوية إلا المازوت فقط لتشغيل الآلات الكهربائية من أجل إنعاش الرضع وتدفئتهم من برودة هذا الصقيع المميت.