09 نوفمبر 2025

تسجيل

الأزمة الإنسانية للاجئين السوريين في مخيمات عرسال

21 يناير 2019

تشهد هذه الأيام منطقة الشرق الأوسط و بالتحديد الأردن و سورية و لبنان منخفضا جويا حادا تسبب في انخفاض درجات الحرارة إلي ما دون الصفر درجة. ففي هذه الأجواء من الصقيع و البرودة التي لا تطاق يعاني سكان المخيمات بعرسال أزمة إنسانية لا مثيل لها. إذ جرفت السيول خلال الأيام القليلة الماضية العديد من هذه المخيمات البلاستيكية و الخشبية نتيجة لنزول كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة. فتساقط الثلوج مؤخرا بكثافة و بنسق قوي تسبب في تدمير تلك المخيمات بالكامل أو جعلتها كثلاجات باردة و متجمدة. فالأطفال السوريين حفاة وعراة تعاني الأمرين من الفقر و اللجوء زادت عليها النسيان الدولي و عدم الاهتمام الشعبي بمناطق لجوئهم. كما أن غياب وسائل التدفئة و النقص الحاد في كميات الوقود من مازوت أو كهرباء تسبب في العديد من الأمراض و الوفيات خاصة في صفوف الأطفال و كبار السن منهم. فالأزمة الإنسانية للاجئين السوريين في مخيمات عرسال تصنف ككارثة عالمية جديدة بعد الأزمة الإنسانية اليمنية و التي تفرض التدخل الدولي المباشر علي أرض الميدان للجمعيات الخيرية و المنظمات الأممية مثل منظمة الفاو للأغذية و الأونروا لغوث ومساعدة اللاجئين و غيرها من الوكالات لتقديم المساعدات اللازمة. كذلك علي تركيا توفير خط أمني لحماية مناطق الشمال السوري من الفوضي و الإرهاب و إنتشار السلاح على طول يتجاوز 30 كيلومترا على الحدود بين الطرفين و مساعدة اللاجئين على العودة لديارهم. بالإضافة لذلك على الحكومة التركية و أيضا اللبنانية و الأردنية التنسيق مع وكالات و منظمات الأمم المتحدة لحماية اللاجئين و المهجرين مع التحضير لمؤتمر دولي تحت شعار «عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم» مع الضغط علي حكومة الأسد قصد توفير الحماية اللازمة لهم. فالحرب التي طالت سنواتها في سورية لم تحصد إلا الخراب و الدمار و الآن حان موعد إعادة الإعمار وعودة اللاجئين السوريين و خاصة من يعانون من الفقر و الصقيع في مخيمات عرسال. أما بخصوص هؤلاء المحرومين و المساكين من أبسط الحاجيات الأساسية للحياة و هي الماء و الكهرباء و الأكل والدفء تفرض الظروف علي الجميع التكاتف و التضامن لمساعدتهم بتوفير الغذاء والمازوت و الثياب لهم. أيضا على دولة لبنان المساهمة بتوفير أماكن للسكن أفضل و أكثر سلامة من تلك المخيمات البلاستيكية و الخشبية. فيمكن تحويل جميع اللاجئين بمخيمات عرسال إلى مساكن أو أماكن حكومية مثل الثكنات العسكرية أو القاعات الرياضية المغطاة أو أيضا المعاهد و المدارس. فوفقا لتقارير الأحوال الجوية و الطقس فموجات العواصف الثلجية ستستمر إلى أواخر هذا الأسبوع، لذلك من واجب الحكومة اللبنانية التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة قصد حماية أرواح هؤلاء اللاجئين.