15 نوفمبر 2025
تسجيلندرك جميعا مدى أهمية مشاركة المنتخب الوطني في بطولة بحجم بطولة كأس العالم، الذي يمثل خلاصة الدوريات المحلية والعالمية فلا ينتخب لاعب في المنتخب إلا إن كان على مستوى يستحق تلك المنزلة، لأنه يدافع في هذه البطولة عن علم وطنه العزيز على الجميع، وندرك كذلك أن الدافع الوطني الممزوج بحب الوطن يجعلنا نصطف خلف طموحنا الكبير الذي كان يرسم في أذهاننا ما كنا نأمله من تقديم منتخبنا الوطني نتيجة جيدة على مستوى المشاركة الكروية وتحقيق مكانة فوق تلك التي حققها على المستوى الإقليمي، ولكن ذلك لم يكن يمنعنا بان نكون اكثر واقعية من خلال ادراكنا بان المشاركة في مثل هذه المنافسة العالمية ولأول مرة في تاريخنا الوطني هو شرف كاف لتمثيل الوطن في مثل هكذا بطولات، وإن لم يتمكن من تجاوز الدور الأول على عكس ما أملنا، ولكن ذلك لا يجعلنا نقسو كثيرا على المنتخب الوطني وذلك لأن العارفين ببواطن عالم كرة القدم يعلمون ان العمليات الحسابية مهمة جدا في هذا العالم، وخصوصا في عملية تحقيق الانتصارات التي تسبق انطلاق البطولة والمتمثلة بالمشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة كاس العالم والمنجزة لأفضل المنتخبات والتي لم يخضها المنتخب الوطني وانما جاءت المشاركة نتيجة الاستضافة وعليه، فكيف يمكن لنا ان نطالبه بمستوى أفضل مما قدمه خلال التصفيات المؤهلة، كما أنه يجب أن لا يغيب عن البال أن منتخبنا قد خاض في هذا المونديال مباريات قوية مع منتخبات عالمية وذات مستويات عالية ولها إرث عريق في تاريخ الرياضة وتاريخ كرة القدم، وتفوق تلك التي اعتاد منتخبنا على مقارعتها في مباريات قارة آسيا، وهذا الأمر الذي آل إليه حال منتخبنا يدعونا للتساؤل هل نقف عند هذا الحد؟ وهل انتهت البطولة للقطريين ولمن يعيش على ارض قطر الحبيبة أو كل من آزر قطر منذ بدايات الحملات الشرسة التي سبقت انطلاق كاس العالم، عند هذا الحد، أم أن الأمر لا زال بالنسبة لنا جميعا قيد العطاء والبناء؟ لا شك أن هذا الذي تمكنا من فعله هو البداية فقط، فما قدمته قطر وكافة المسؤولين عن إنجاح البطولة وعلى رأسهم سمو امير البلاد المفدى من جهود كبيرة دعت كل قطري وخليجي وعربي ومسلم إلى الشعور بالفخر والتفاؤل وقد بدأ ذلك منذ ان حصلت قطر على شرف الاستضافة التي كان ينظر إليه أنه من الأحلام المستحيلة التي حققتها قطر بهمة وتضافر الجميع، وانخرط الجميع جنبا إلى جنب من اجل ان يكتمل الحلم الذي نعيشه اليوم بتفاصيله الجميلة المشرفة، أما خسارة أولئك الذين راهنوا على تنازلات قطر والقطريين في سبيل الحصول على الاستضافة فهي قصة نجاح باهر وعز زاخر تروى للأجيال حينما تمكنت قطر من صنع المعجزات بتمسكها بعاداتها وتقاليدها ودينها وأخلاقها بل زاد الأمر بأن قدمت من تلك القيم نماذج تحتذى من الآخرين وغدا هذا المونديال فرصة لتعريف الغرب بالشرق بوجهه المشرق، وبدأت كاس العالم بحفل ابهر الجميع بما قدمه من جمال الواقع القطري العربي الجميل الى ان شاهد الجميع اكمال المسيرة المشرفة وعرض صورة راقية مشرفة من صور بر الوالدين وغدا درس يدرس ويتناقله الأجيال بحضور سمو الأمير الوالد راسم الواقع الحالي. وبعد ..فهل خسرت قطر البطولة ام انها لا زالت في قلب المعركة التي تدور رحاها إعلاميا لإفشال البطولة والتقليل من أهميتها لأنها تقام على ارض عربية مسلمة فقطر لا تزال موجودة في أجواء كاس العالم وتلعب في جميع المباريات من خلال ما تقدمه لهذه البطولة ولضيوفها ولدينها وعاداتها وتقاليدها ولعلي أكتب هنا وبعد الخسارة الثالثة للمنتخب الوطني قطر لم تخسر بل هي تنتصر انتصارا تلو الاخر، فإن خسرت قطر الجولة لكنها لم تخسر المعركة، بل كسبتها بكل جدارة واقتدار، ووعد بمستقبل أفضل.