15 نوفمبر 2025
تسجيلإن من الأولويات التي تحرص الدول على الاهتمام بها ورعايتها هي المؤسسات التعليمية وذلك لارتباطها بالعنصر البشري والذي من خلاله يمكن بناء شخصية الفرد الصالح القادر على خدمة وطنه ومجتمعه على حد سواء وذلك بتزويده بالعلم والمعرفة التي يحتاج إليها ولما لها من دور كبير في مواكبة التطور والنهضة العالمية في عالم متسارع ومليء بالأحداث المتوالية وبالاكتشافات والاختراعات العلمية وأجزم بأنه لن يكون هناك تقدم علمي في شتى بقاع الأرض إلا من خلال الاهتمام بالتربية والتعليم ومؤسساتها والتي بدورها يجب أن يكون هدفها الأسمى هو الاهتمام بتربية النشء وتنميته عقليا واجتماعيا ومن ثم العمل على سد الحاجات المجتمعية من المهن والحرف المطلوبة والعمل على توفيرها وسد حاجة المجتمع إليها بعيدا عن كل ما قد يعكر أجواء توفير تلك الحاجة بل الحرص كل الحرص على تسهيل وتذليل الصعاب أمام من يدرس تلك التخصصات بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن البحث عمن يسد تلك الحاجات من خارج ذلك المجتمع، بل البحث عمن يمكنه أن يسد تلك الحاجة من أبناء المجتمع نفسه وذلك ليكون سببا في تلبية الاحتياجات الحالية وتكوين خبرة تبقى على مر الأيام في ذلك المجتمع وتضمن عدم رحيلها بمجرد انتهاء عقود عمل من يعمل بتلك التخصصات. ولعل المسؤول عن توفير تلك الاحتياجات البشرية في المؤسسات التعليمية يرى أن أبسط الحلول لسد تلك الحاجات هو بنظام التعاقد والذي قد يؤله إلى أن المدفوعات المادية هي أكثر توفيرا على المؤسسة التعليمية من المدفوعات التي قد تصرف من أجل تعليم وتدريب الكادر الوطني وهنا لعلي قد أذكر أن محاولة تقطير المهن تستغل بشكل خاطئ بل يوصل البعض الفكرة على أنها سيئة وأن القطريين أنفسهم لا يهتمون بدراسة بعض التخصصات التي تفتقر لها بعض المؤسسات ومن أبرزها المؤسسات التعليمية وهذا أمر غير صحيح بشكل كلي بل إن هناك من يقبل بها ولكن الطريقة التي تعمل بها المؤسسات التي تحاول جذب الشباب القطري لا تتبع السبل التي قد تجد من خلالها من يرغب بتلك المهنة السامية بل على العكس قد تكون سببا في تنفيرهم منها وإذا نظرنا إلى أعداد المنتسبين من العنصر النسائي في المؤسسات التعليمية لوجدنا أنه يشارف على سد غالبية تلك الاحتياجات بشكل كامل في بعض التخصصات مما اضطر المؤسسات التعليمية تلك إلى إيقاف تلك التخصصات لفئة السيدات. وهناك عدد من الطلاب القطريين الذين التحقوا بالتخصصات التربوية إلا أنهم بعد التخرج لم يتوجهوا إلى التعليم بل بحثوا عن البدائل للمؤسسات التعليمية فهل يعني هذا أن التخصص لا يجذب الشباب القطري فقط وما هي الأسباب؟ ولعلي هنا ومن وجهة نظري المتواضعة ومن خلال ما يدور في أروقة المجالس وبين المعلمين والمعلمات أن المعلمين يعانون الأمَرين وذلك بسبب ما تمليه عليهم المؤسسات التعليمية من أعباء ومهام لا تتعلق مطلقا بمهنة التعليم ولا تحقق الأهداف التربوية إضافة إلى الأجواء التي لا تنم عن كونها بيئة صحية وسليمة لتكون أرضا خصبة للتعليم الجيد وذلك لما يعانيه المعلمون من بعض فرض الشخصيات من قبل بعض إخوتهم من المنسقين الذين يرون في أنفسهم أفضلية تجعلهم يرفضون بعض الأعمال ويعيدونها للتصحيح لأكثر من مرة لدرجة أنها تشعر زميلة المعلم بأن المجهود الذي يبذله لا يساوي شيئا في بحر علم منسق المادة ومن معاناة أشد إيلاما حيث إنها تأتي من مدير المدرسة برمتها فيشكل حواجز بشرية بينه وبين سائر المعلمين، حيث يجعل البعض مقربا والآخر مستبعدا لا يقبل حتى أن يدخل إلى مكتبه الجميل وهذا أمر يجعل العملية التعليمية أكثر تعقيدا وأقل جودة، حيث يجب أن يكون الترابط والتآخي لا التناحر، بل العطاء والإيثار والمساعدة والتخفيف مما يجعل المعلم يتوجه إلى عمله بحب وإخلاص ينعكس إيجابا على أبنائنا وبناتنا. وهناك أمور أخرى متعلقة بالجانب المادي الذي تراه المؤسسة مناسبا مقارنة بما يقدمه المعلم بينما يراه المعلم عكس ذلك وذلك بناء على ما يقوم به من المهام والمجهود المبذول علاوة على أنه لا يلبي بعض المتطلبات جراء غلاء معيشة وغيرها من مستلزمات الحياة فيدفعنا ذلك إلى تساؤلات عن ما إذا كان سيرى التعليم النور ليصل إلى تعليم متميز فعلي وليس ورقيا وهل ستكون البيئة المدرسية أكثر جودة ليرتقي التعليم فنكسب أفكارا تجعل من مجتمعنا مجتمعا يحوز على مرتبة عليا في مصاف الدول المتميزة علميا؟ [email protected]