15 نوفمبر 2025
تسجيليتسارع العالم في خطاه مع تسارع الأحداث من حوله، فيسعى جميع من يعيش على هذه البسيطة إلى أن يواكب تغيراتها وما يستجد فيها، وكل هذا يتطلب الاستعداد لوضع كل الترتيبات المتعلقة بتلك التغيرات، وهذا ينطبق على كل مجتمع من المجتمعات كل حسب تحدياته واحتياجاته ومتطلباته ورؤيته المستقبلية مع محاولة إيجاد حياة أفضل من تلك التي عاشها المجتمع في سنواته الفائتة، فيتسابق المخططون وفي كنفهم المحاسبون كل في مجاله، فالمخطط يرسم خططاً يرى أنها قد تكون الأنسب في قادم الأيام لجعل ذلك المجتمع ينعم بالاكتفاء الذاتي ويسعى لرفاهية أفراده، وكل ذلك يوجب على المحاسبين إجراء عمليات حسابية تتسم بالدقة والتعقيد في آن واحد من أجل الوصول إلى ما تم التخطيط له مع وضع الاحتياطات اللازمة لمواجهة العوائق المتوقعة، والتي قد تشكل حواجز منيعة تقف حائلاً دون الوصول إلى ما تم التخطيط له، وهنا تتم العملية الحسابية الافتراضية الحالمة، ولكنها في الواقع تفوق ما قد يتجاوز مبلغ التكلفة إلى ما قد يصل إلى أضعاف وأضعاف متضاعفة، ويقوم ذلك المجتمع بالخضوع إلى تلك الرغبة والتخطيط بهدف الوصول إلى المخطط المرسوم، وذلك لجمال التخطيط والهندسة البراقة التي من شأنها نقل ذلك المجتمع إلى عالم من الخيال اللافت للأنظار والداعي إلى الافتخار، مما يجعله يفتخر بمنجزات أفراده وترابطهم واتفاقهم على التقدم والازدهار. وفي الأعوام التالية يبدأ المجتمع في إجراء تلك المخططات وتطبيقها على أرض الواقع بهدف تحقيق الآمال والتطلعات، فيبدأ العد التنازلي لتلك الميزانية في الصرف على تلك المخططات التي قد يكون إنفاقها إما فصلياً أو سنوياً أو حتى على مدار عامين أو خطة خمسية، ومن هنا يبدأ دور المحاسبين مجدداً في عملية إعادة النظر في توزيع تلك الميزانية وصرفها وإيجاد أسباب لتعديل تلك الميزانية لإنفاق أكبر من الأصل المرصود قبل البدء وليس بهدف التقليل، وهنا يتساءل البعض لماذا هذا التعديل على الرغم من أن التخطيط كان بمبلغ أكبر بكثير مما قد خطط له بهدف إزالة العوائق كما ذكرت سابقا؟؟ من هنا تبرز أدوار المحترفين في عملية الردود والتبريرات، فيقوم البعض بإيجاد المبررات وصياغتها بشكل لا يدع مجالا أمام المتسائل للرجوع إلى هذا التساؤل مجدداً، ولدرجة قد تصل إلى أن هذا المحترف قد يصدق هو نفسه بتلك المبررات الواهمة أو المزعومة التي وضعها فيعيش هو بدروه دور ضحية الظروف المستجدة والواقع المرير لما تمر فيه الميزانية المراد تعديلها بهدف زيادة الإنفاق وزيادة المال المرصود لتنفيذ تلك الخطط المرسومة، وذلك الأمر والخطوات هي نفسها الخطوات المتبعة داخل المجتمعات الصغيرة وداخل المجتمع الأوسع والأكبر، فكل الأفراد داخله يخططون في مقار عملهم لطلب ميزانيات تفوق الحاجة وتبرر على أنها صحيحة سليمة لا غبار عليها وبمجرد انقضاء الفترة التي يتم فيها طلب الميزانيات الجديدة يتسابق المحاسبون إلى مراجعة ملفات الموازنات السابقة، وخصوصاً الأعوام الأخيرة لمقارنة نسبة الزيادة السنوية ومعرفة النسبة المسموح بها في زيادة الميزانية السنوية والمحاولة الجاهدة بفضل المبررين للحفاظ عليها وعدم إنقاصها بل زيادتها حتى وإن كان هناك فائض من الميزانيات القديمة بل ويتسابقون في كيفية إيجاد السبل لجعلها نثريات لا ترى ولا يحق لأحد الحديث عنها. ومن هنا يبرز تساؤل الفضوليين في محاولة معرفة ما دور أصحاب الميزان وهم من يزنون تلك الأمور لمعرفة هل هي حقاً وزنت كما هو مخطط لها أم أن هناك أمراً خاطئاً، وما هو الحل الأمثل لمواجهة ذلك الأمر وسبل تخطيه؟. [email protected]