15 نوفمبر 2025
تسجيلفي مطلع كل عام جديد ينطلق جيل من الشباب الطموح لتحقيق أحلامه وأمنياته وإن كان بعضها غير واضح الأهداف في بدايتهم؛ وذلك أمر طبيعي تتسبب بها كثرة مستلزماتهم الحياتية التي يحاولون من خلالها عمل شيء من تلك المتطلبات ومن بينها البدء في تدابير تكوين أسرة وتأمين ضرورياتها ويدفع بهم ذلك إلى السعي بكل ما أوتوا من قوة إلى ما من شأنه أن يساهم في تحقيق متطلباتهم وأمانيهم تلك وهو الجانب المالي من الحياة، فلا حياة بلا مال لشاب في بدايته علق آماله على إيجاد فرصة عمل مناسبة له ولكل ما هو يأمل في تحقيقه يوما ما، ومن هنا تبدأ المحاولة في عيش حياة الاعتماد على الذات والبحث عن ذلك المال الذي يجنيه الشاب من خلال التحاقه في جهة عمل تضمن له العيش بكرامة دون الحاجة إلى البقاء عالة على الآخرين محاولا من خلالها أن يرد جزءا مما قام به تجاه كل من والديه وأسرته ومجتمعه على حد سواء، وهو يسير بخطى تجاه تحقيق أمنيات المستقبل المجهول دون أن يدرك أن عملية التوظيف تلك لا تتحقق له حسب أمنياته وأحلامه وهوايته ولا حسب مؤهلاته العلمية بل حسب الشواغر التي توفرها الجهات المعنية في حينها، فيبدأ مرحلة يمر من خلالها بإجراءات طويلة يشعر بعض أولئك الشباب بأنهم لم يحصلوا على تلك الوظيفة إلا بعد شق الأنفس مما يجعلهم يغضون النظر عن محاولة تغييرها مستقبلا حتى وإن كانت ليست هي الوظيفة المرجوة أو الطموح المشروع المرغوب فيه من قبلهم، فيستمرون في الحياة وتفاصلها التي يعلمها الغالبية العظمى ممن قد سبقوهم، بينما يجهلون هم بدورهم تلك التفاصيل ومن أبرزها الكماليات والأساسيات التي يطمح لها كل شاب في مقتبل العمر فيصبح رهن اعتقال الالتزامات المادية والأخلاقية تجاه كل من أسرته وجهة عمله وجهة الالتزام المادي الذي قيده حينما كان يبني حياته وقد يتدارك البعض منهم ما وقع به في فترة متأخرة مما يجعله في حيرة بين البقاء أو الرحيل، فالبقاء بالنسبة له لا يحقق له إنجازا أو تطويرا بل يؤثر سلبا على رغبته في القدوم إلى عمله مما يدفعه إلى اختلاق أسباب للغياب أو التهرب من العمل؛ وذلك لما تولد لديه من شعور بأنه اصبح رهن اعتقال جهة عمله الحالية وأنه لا أمل له في غد مشرق يخرجه مما هو فيه باتجاه شمس الغد المشرقة في جهة عمل أخرى، وهذا جعل ممن حاول الخروج من ذلك الشعور المؤلم في الآونة الأخيرة سببا في تعاظم ظاهرة التنقل الوظيفي؛ مما اضطر الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات متسارعة لمحاولة إيقاف هذه الظاهرة ومحاربتها مما جعلها تتسبب في مشكلات لبعض المتضررين من جهات عملهم أو ممن لا يرغبون المواصلة في عملهم الحالي، وتختلف تلك الأسباب من موظف إلى آخر كل حسب الظروف التي يمر بها أو حتى كونها مناسبة له من حيث التخصص أو الهواية، وذلك يجعل منها عائقا أمام نجاحه ومدمرة له، وهو الذي يشعر بأنه قد يكون اكثر نفعا في مكان آخر فكان من شأن تلك الإجراءات التي تم اتخاذها لردع تلك الظاهرة أن تتروى بشكل أو بآخر أو أن تكون اكثر حذرا من أن تدمر الطموح لدى البعض في تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه في جهة عمله الحالية، أو أن تضع آلية تمكن تلك الجهات من التحقق من أسباب تلك الظاهرة ومن ذلك الموظف ودوافعه إلى تغيير جهة عمله ومن ثم مساعدته في حال أثبت من خلال ما يقدمه من مبررات أن مكان عمله غير مناسب له أو اتخاذ العكس إن لم يكن لديه ما قد يبرر موقفه ذلك. فطموح الشباب لا يتوقف وخصوصا من يحاول تعويض ما فاته ولم شتاته من حيث البحث عن الفرص الأفضل سواء كان ذلك عن طريق إتمام الدراسة ومواصلة التعليم العالي أو استغلال هوايته وهذا يدفع الشباب إلى أحلام جديدة تأخذه أسيرا لأحلامه بمستقل غامض، وعلى الرغم من ذلك الغموض يواصل خوض المعارك مع الإرادة الذاتية لتغيير لما هو أفضل في قادم الأيام، وهذا يجعل منه أسيرا لتلك الأحلام بمستقبل مشرق، ويبقى حائرا متسائلا هل سأبقى رهينة لدى الماضي أم أسيرا لأحلام المستقبل؟. [email protected]