10 نوفمبر 2025
تسجيلوسط أنظار العالم وترقب المتابعين، اختتم منتخبنا الوطني مشاركته في كوبا أمريكا بخسارة أمام المنتخب الأرجنتيني بنتيجة ٢-٠، لم ينجح رجال الأدعم في تحقيق المفاجأة وإقصاء المصنف ١١ في العالم من البطولة التي سبق وأن حققها في ١٤ مناسبة، من منا كان يصدق بأن منتخبنا سيصل إلى المباراة الأخيرة من المجموعة وهو يملك حظوظا بالتأهل للدور الثاني من هذه البطولة ؟ رجال الأدعم عكسوا صورة إيجابية عن بلادهم في أمريكا الجنوبية وقدموا بطولة مشرفة للغاية ولكن هل يكفي كل هذا ؟ وماذا بعد كأس آسيا وكوبا أمريكا ؟ إذا كانت المشاركة في الكوبا هدفها الأول الاحتكاك واكتساب الخبرة فهل ٣ مباريات تكفي لاكتساب خبرة المشاركة في محافل قارية ودولية والتكيف مع الضغوطات ؟ الجواب ببساطة لا. أغلب الأندية الأوروبية الكبرى لديها كشافو مواهب في البطولات القارية، وأنا متأكد أن بعض اللاعبين جذبوا أنظار الكشافين بعد مستوياتهم المميزة في كأس آسيا والكوبا ف كم من تغريدة أو كم من مانشيت صحفي من الصحافة الأجنبية تشيد بمنتخبنا ولاعبينا؟ يقول المثل "إذا هبت رياحك فاغتنمها" ألم يحن الوقت لاستغلال هذه الفرصة ودعمهم للاحتراف الخارجي ؟ هذا الجيل يحتاج الى تحدٍ أكبر واحتكاك مستمر مع فرق، ولاعبونا في مستويات عالية ليصلوا إلى أعلى مستوى ممكن، ومع كامل احترامي لدورينا المحلي إلا أنه لا يمثل تحدياً لإمكانياتهم ولن يساعدهم على التطور و"إبقاؤهم في دائرة راحتهم" لن يساهم في بلوغهم ماهو اكبر وأعلى بل على العكس قد يؤثر سلبا على مسيرتهم خصوصا إذا اعتادوا على تحقيق الفوز في المباراة ببذل ٦٠-٧٠% مما يملكون على أرضية الملعب. تكوين هذا الجيل كلف الدولة جهدا، وقتا ومالا ومن الطبيعي أن ننتظر ونتوقع منهم الكثير فيجب ألا يتم تقديس الفوز بكأس آسيا والاكتفاء به بل علينا ان نتوقع ونطلب منهم المزيد ف هم قادرون على فعل ذلك. سبق لي وأن كتبت على هذه الصفحات بعد الفوز بكأس آسيا بأن هذا الجيل قادر على تحقيق ما هو أكبر من مجرد المشاركة المشرفة ويجب علينا أن نرفع سقف طموحاتنا بما يتناسب مع إمكانياتهم ومازلت مُصّراً على هذا الأمر. كم من منتخب تم تكوينه ثم انتهى ما بعد منجز ؟ ولنا في جيل خليجي ١٧ مثال. حاليا يجب أن نؤمن أن كل ما قمنا به هو فتح بوابة لآفاق جديدة لاحتراف خارجي لتطوير المستويات الفردية والجماعية، خطوة عظيمة في تاريخنا الرياضي ولكن يجب ألا نتوقف عند بطولة معينة. بل استغلال ذلك للتسويق لأنفسنا خارجيا للاحتراف كما هو حال اليابان وغيرها من المنتخبات. البطولة ربما شعور لحظي وينتهي ولكن تغيير الثقافة أمر سيعود علينا جميعا بمكاسب مستمرة على مدى طويل.