05 نوفمبر 2025
تسجيللا يخفى على أي متابع لكرتنا المحلية الدراما التي حدثت في الصيف الماضي صيف الانتخابات، حيث كان الصيف ساخنا في نادي قطر، وبسبب قيود كورونا تأجلت الانتخابات ولم نعرف من سيترأس نادي قطر إلا قبل بداية الموسم بأيام قليلة، حيث فاز الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني بالتزكية بعد انسحاب الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر آل ثاني من المنافسة في الجمعية العمومية. عدم الاستقرار الإداري وقرب بداية الموسم وعدم حسم ملف المحترفين الأجانب وبعدها الاختلاف مع المدرب وسام رزق ورحيله عن النادي كلها أمور كانت تشير إلى موسم كارثي للملك القطراوي، إلا أن رجلا شجاعا قبل بتولي المسؤولية بالرغم من قلة خبرته التدريبية والفوضى الإدارية إلا ان يونس علي قبل بمهمة تدريب الفريق. بدأ يونس مشواره في الدوري مع الملك بانتصار وحيد من أول خمس جولات وفي ذلك الوقت كان الجمهور يستعد نفسياً لموسم اخر من مواسم الضياع وحسابات صراع الهبوط إلا انه بعد اكتمال المحترفين وبعد ان استغل التوقفات الطويلة لإعداد الفريق حيث انه تولى المهمة قبل أيام معدودة من مباراة الافتتاح نجح يونس في قلب الطاولة ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يحقق يونس علي جائزة مدرب الشهر لشهر نوفمبر وديسمبر واستمر الفريق بسلسلة لا هزيمة لـ ١٢ مباراة على التوالي في الدوري منذ شهر نوفمبر الى شهر مارس ليجد الفريق نفسه في المربع الذهبي بعد أن كان يقبع في مناطق الهبوط بعد اول خمس جولات. وصل يونس بالفريق الى الجولة الأخيرة ويكفيه التعادل في حال هزيمة الأهلي ليحقق المركز الرابع لكن خسر الفريق مباراته الأخيرة امام السد بثلاثية لتنتهي آمال وأحلام مشجعي نادي قطر بالوصول للمربع الذهبي وينتهي موسم الفريق وتبدأ بعض الجماهير بالمطالبة بإقالة يونس علي وتصفه "بالفاشل". يونس شاب مدرب بخبرة تدريبية محدودة تولى الفريق قبل ايام من اول مباراة، لم يخض فترة إعداد مع الفريق، لعب الجولات الاولى والادارة لم تحسم ملف المحترفين، بالرغم من كل هذه الظروف نجح في تغيير الحالة الذهنية للاعبين، اعتادوا على صراع البقاء وتجنب الهبوط الى لاعبين يطمحون للوصول الى المربع الذهبي والعودة بالفريق الى المكان الذي يستحقه. نعم يونس له ما له وعليه ما عليه واخطاء في مباريات كثيرة لكن هذه لأنه مدرب شاب ومن المتوقع أن يتعلم من اخطائه ويتطور في المستقبل، على سبيل المثال في كم مباراة اخطأ تشافي في الموسم الماضي وهو يقود فريقا مستقرا إدارياً وعناصرياً ويملك أفضل المواطنين والمحترفين بالرغم من ذلك ان اخطاءه كلفت السد الدوري والخروج من آسيا ولكن تعلم من اخطائه هذا الموسم، لماذا نلتمس العذر للأجنبي ونعطيه أكثر من فرصة بينما وفي نفس الظروف نقسو على ابن البلد ؟ كرة القدم تُبنى النجاحات فيها على الاستقرار ويونس اعطى المؤشرات الكافية انه يستحق الدعم الموسم المقبل ومن بعدها التقييم يختلف. صعود الجبل شاق ورهانك الوحيد على الثبات والصبر.