07 نوفمبر 2025
تسجيلفعلاً كما قال تعالى في سورة النساء في الآية (104) (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) صدق الله العظيم. نعم فقبل عدة أيام تجبرت وتكبرت دولة العدو الصهيوني، ومن معها من قوة عالمية ومن يواليها من مطبعين ومنبطحين من المستسلمين من العرب ومدعي العروبة، وقد بدأت رحى الحرب تدور بدءاً من يوم الإثنين 10/05/2021 الموافق 28 رمضان 1442هـ في حي الشيخ جراح والقدس على مدى أحد عشر يوماً، وقد أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة قوة وتضحية هي وكل من يدعمها من الشعب الفلسطيني في غزة أو في الداخل المحتل من قبل قوة الكيان المزعوم أو في المهجر، وكذلك من كل الشعوب والحكومات الشريفة حول العالم. وقد حبس العالم أنفاسه أمام ما كانت تنقله القنوات الإخبارية، وعلى رأسها قناة الجزيرة التي تتخذ من كعبة المضيوم - دولة قطر- مقراً لها لنقل ما تقوم به تلك القوات الغاصبة من وحشية في الاعتداء والانتقام والإجرام من قبل جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وخصوصاً في قطاع غزة المحاصر من كل الجهات، وذلك أملاً من العدو الإسرائيلي في إخضاع شعب الجبارين أمام آلة الحرب الصهيونية، والتي وقف لها رجال المقاومة بالمرصاد، وخصوصاً كتائب القسام الباسلة، والتي كانت قد بدأت منذ زمن بعيد بالإعداد لمثل هذه الحروب، حيث بدأت بصنع الصواريخ الناقلة للرؤوس المتفجرة قبل أكثر من عشرين عاماً بمدى لا يتجاوز ثلاثة كيلومترات عام 2001 عندما أطلقت أول صاروخ لها ضد مستعمرة سديروت وتطور التصنيع شيئاً فشيئًا ثم في 2008 ظهر صاروخ قسام 3 الذي وصل مداه إلى 17 كيلو مترا أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وظهر في عام 2012 صاروخ M75 الذي تمكن من الوصول إلى تل أبيب على بعد 80 كيلو متراً، وبعده ظهرت صواريخ متطورة استطاعت الوصول إلى مسافات تزيد على 220 كيلو مترا وبدقة عالية صبت بها على قوات العدو حمم غضبها وأمطرت سماء تل أبيب بالصواريخ المتطورة والدقيقة المصنوعة محلياً بمواد مأخوذة تارة من أنابيب الحديد الصلب المدفونة تحت الأرض، والتي كان الصهاينة يسرقون بها مياه غزة، وتارة أخرى بإعادة استخدام الأسلحة الموجودة في إحدى سفن بريطانيا الغارقة قبالة سواحل غزة إبان الحرب العالمية الثانية، والتي فاجأت العدو الصهيوني واستطاعت اختراق كل الحواجز بدءاً من القبة الحديدية الإسرائيلية المزعومة وغيرها من رادارات وحساسات إلكترونية دقيقة استدعت كما ورد في الأخبار أن يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي في اليوم الثامن من الحرب من الرئيس الأمريكي التدخل لعمل هدنة ليومين أو ثلاثة أيام ويستجدي العالم لوقف إطلاق النار، وكان يريد بذلك أن يكون قد حقق أي إنجاز عسكري يظهره بصورة المنتصر. وهذا الحلم لم يتحقق لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بل على العكس، حيث عنونت صحيفة معاريف الإسرائيلية صفحتها الأولى بعنوان (الدولة تحترق) وذكرت أن أكثر من 150 صاروخا سقطت داخل تل أبيب قد كسرت أسطورة القبة الحديدية التي تدعيها إسرائيل وورثت هلعاً كبيراً وخسارة مادية كبيرة في الحرب بكل مقاييسها، ومنها الحرب الإعلامية، حيث حذرت من الحرب مع كتائب القسام، وكذلك صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي حذرت من استمرار الحرب التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من الخسائر الإسرائيلية، وقد تم استضافة الكثير من المسؤولين الصهاينة من محللين وحاخامات، ومنهم الحاخام دونيل هارتمان، وكذلك سياسيون سابقون في القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، وقد أجمع أغلبهم على خسارة الحرب على غزة بسبب بسالة مقاتليهم وقوة ترسانتهم العسكرية ودقة إصابتها التي فاجأوا بها العالم أجمع وقد تفاعلت جميع الشعوب الشريفة، وكذلك الدول والتي تباينت مواقفها بحسب مصالحها وعلاقاتها، فمنها من دعم الصهاينة ووقف معهم، ومنها من وقف مع الحق، ولكن من خلال تتبع الحروب المتقطعة والمتكررة على الشعب الفلسطيني رغم اختلاف موازين القوى بين الطرفين فإننا نجد أن العامل الفعال هو الدافع العقائدي، فالذي يقاتل من أجل إحدى الحسنيين (النصر أو الشهادة) ليس كمن يقاتل بلا دافع ولا هدف وكما وصفهم الله بالخوف والهلع في سورة الحشر- حيث قال تعالى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) 14، وهنا أقول ثلاثة جمل وسيتم تحقيقها بإذن الله وهي: إن القدس سيتحرر لا محالة - وفلسطين عائدة لا محالة - الصهاينة راحلون إلى حيث أتوا لا محالة. وغداً لناظره قريب. ودمتم. fbhqtr2 [email protected]