16 نوفمبر 2025

تسجيل

زيــد الـسـرعـة.. يا ولــد

29 نوفمبر 2020

العجلة من الندامة والتأني فيه سلامة، ولا تستعجل على رزقك، ولو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش، تمهل ولا تسرع، وعد إلينا سالماً، وأقصى سرعة 100 كيلومتر في الساعة، والمخالفات المرورية والحوادث ووفيات الطرق كل هذه المواضيع ترتبط بزيادة السرعة. لماذا نطلب من الشاب تقليل السرعة ؟ للحفاظ على نفسه من الحوادث، والحفاظ أيضا على أرواح الآخرين وممتلكاتهم، صحيح، وكذلك نحن نطلب أيضا من المدخن الإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحته وأمواله والحفاظ على صحة الآخرين من حوله، ونحن نطلب من المبذر المسرف الاعتدال في صرفه حفاظاً على حلاله وحلال عياله، وفي نفس الوقت كي لا يجرح من حوله من المعسرين. السؤال هو: لماذا لا يمتنع المدخن عن التدخين بالرغم أنه يعلم خطورته ؟ ولماذا لا يكف المسرف أو حتى الكريم عن الصرف بالرغم أنه يعلم ما فيه من فقد للأموال والجهود ؟ السبب في ذلك هو نفس السبب الذي يجعل الشاب يسرع بدرجة عالية في سياقة السيارة مع علمه بالمجازفة. إنها الطبيعة التي فسرها عالم اجتماعي اسمه أريكسون، يقول: إن في كل مرحلة من مراحل حياة الانسان هناك أشياء يتعلق بها ويثبت فيها وجوده ويشبع بها غروره. فيما يتعلق بالسرعة، صرفت الدول الأموال الطائلة للحد من السرعة، ولكن لا حياة لمن تنادي، وتكلفت الحكومات الأموال الطائلة لتعويض الخسائر المادية نتيجة الحوادث المرورية، وفقد ملايين الأشخاص أحبابهم بسبب التهور في القيادة. على الصعيد المحلي لك أن تتخيل مدى المعاناة التي تلحق بالأسر نتيجة استعراضات وممارسات في سيلين لا يمكن التحكم فيها، وهنا زبدة الحديث. لماذا لا نطلب من السائقين الشباب أن يزيدوا السرعة ؟ ولكن في أماكن محددة، لماذا لا تضع الجهات المعنية في الدولة حلبات سباق سيارات بشكل دائم ومستمر، وتكون هذه الحلبات منتشرة في جميع أرجاء البلد على غرار الملاعب والأندية ؟ أليست السيارات والمسابقات الخاصة بها هي نوع من أنواع الرياضة ؟ ولها هواتها ومعجبوها وقوانينها؟. إن انتشار حلبات السيارات هي دعوة لزيادة السرعة في أماكن محددة وبالأوقات التي يرغبها السائق مقابل اشتراك سنوي أو شهري أو حتى يومي ؛ هذا الأمر يجعل الشاب يذهب إلى تأجير تلك الحلبات وفق جدول زمني محدد ويمارس هوايته المحببة ضمن نطاق محدود، إنه في هذه الحالة سيحقق ما يقوله ( اريكسون ) ويشبع شهوته في السياقة السريعة، ومن ثم يصل إلى التشبع، بعد ذلك تجد نفس الشاب في الشوارع العامة يقود سيارته بهدوء واتزان، ولأن السرعة التي تستهويه سترتبط فقط في حلبات السيارات المخصصة، مثله كمثل الشاب الذي يذهب بانتظام إلى النادي الرياضي لبناء جسمه ولعب الكورديو وحمل الأثقال، ثم يخرج من النادي ليمارس حياته العادية. هل منكم من رأى شخصا يتجول في سوق واقف وهو يحمل أثقالا 20 كيلو جراما في كل ذراع؟. أنا أدعو كل الشباب الى السياقة بسرعة جنونية 200 كيلو متر في الساعة في الحلبات الخاصة، وأدعو جميع مسؤولي المرور إلى دفع هؤلاء الشباب الى زيادة السرعة في تلك الحلبات، وأدعو الهيئات الرياضية إلى تبني رياضة السيارات وبناء الحلبات الخاصة في نواديهم المنتشرة. لو كنت صاحب أرض كبيرة لأقمت عليها مشروعات رياضية عبارة عن حلبات عالمية كثيرة، يمكن لأي شخص أن يؤجرها بالساعة أو باليوم وفق ضوابط تضمن الأمن والسلامة والعدالة في الاستخدام. الحرمان من الشيء يسبب ردة فعل عكسية للتمسك به ؛ أليس كل ممنوع مرغوبا ؟ إذا لماذا تكون أرواح أبنائنا هي الثمن الذي يدفعه المجتمع بسبب عدم تحقيق رغباتهم وتجاهل فهم احتياجاتهم وتأخير دعمهم بشكل قانوني. أذكر في سيلين العام الماضي كيف تنتشر السيارات مسرعة بسبب قدوم رجال الأمن، الخوف من القانون مهم، لكن ماذا لو كان أحد هؤلاء الشباب المسرع أو المتهور ابنا لرجل الأمن؟. تغيير السلوك بالإشباع هو طريقة تربوية اقتصادية مهمة، حاول أن تجربها في أي منحى من مناحي حياتك ستجد أن اللذة في التجربة الأولى، والتعلق فيما بعدها، ثم التعود يأتي لاحقاً، وأخيراً يأتي الفتور بسبب الوفرة والإتاحة، هذه هي دورة ممارسة السلوك. فالإشباع يؤدي إلى العزوف أو الكف تماما كالطفل الذي يمكن أن يفطم من الرضاعة الصناعية عن طريق الإشباع الممل. آخر المطاف: منذ سنوات ونحن نلجأ إلى نفس الأسلوب للحد من السرعة والحوادث، ونجد نفس النتيجة في زيادة الحوادث والوفيات، وصلت الفكرة؟. همسة: لا تكن أسهل ما في الحياة فتكسر، ولا أصعب ما فيها فتهجر، ولكن كن أنت الحياة بكل معانيها. دمتم بود [email protected]