17 نوفمبر 2025
تسجيلمع اقتراب موسم الاختبارات في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي، تبدأ ظاهرة القلق بالتزايد لدى عدد كبير من الطلاب والطالبات خاصة ممن يطمحون في الحفاظ على مستواهم الدراسي أو الذين يحاولون رفع درجاتهم ومعدلاتهم الدراسية. هذا الحرص قد يكون نابعا من سمات شخصية بحتة منها سمة الكمالية. فمثل هؤلاء الطلاب لا يرضون بالدرجات التي تنقص علامة أو اثنتين عن الدرجة النهائية بل يطمحون بالحصول على 100 في المئة. وهناك طلبة آخرون مجبرون على خوض فترة الاختبارات بأقصى طاقة لديهم من أجل تعديل وضعهم الدراسي الذي يتسم بالإخفاق أو أحيانا الإنذار الأكاديمي في المرحلة الجامعية. كلا الفريقين لديه أسبابه الخاصة ليقلق من الاختبار والذي قد يكون منها الخوف من الفشل أو عدم وجود وقت كاف للتحضير والمذاكرة أو بسبب وجود خبرة قديمة سيئة أثناء اجراء الاختبارات. أذكر عندما كنت في الصف الأخير في المرحلة الثانوية كان البيت كله مجندا لخدمتي وكانوا جميعا يوفرون لي البيئة المشجعة والمحفزة. صديقي المصري كان في القاهرة يروي لي كيف كان بيتهم ثكنة عسكرية صارمة من أجل أن يذاكر هو وأخته التوأم. مع وجود التسهيلات اللامحدودة من قبل المدارس، وأولياء الأمور، والإعلام، ومع تغير الكثير من المفاهيم حول الاختبارات التي لم تعد معها الدرجة النهائية تعتمد على الاختبار النهائي فقط بل تتكون الدرجة من مجموع أعمال السنة والاختبار النهائي. مع كل تلك المتغيرات أصبح لزاما أن تقل درجة القلق من الاختبارات. ركز معي فيما يلي: 1. كن مستعدا نعم، يبدو هذا بديهيًا، لكنه يستحق التكرار. إذا كنت واثقًا من أنك قد استعديت جيدًا، فستشعر بمزيد من الثقة عند دخول الاختبار. كل شخص لديه جدوله الزمني المحدد للمذاكرة الشاملة. أكيد أنت منهم. 2. نم كفاية ليلة الامتحان إن الحصول على قسط كافٍ من الراحة (9-10 ساعات في الليلة) أكثر فائدة من إعادة قراءة الكتب المقررة حتى الفجر. فالحشو والإعادة ليلة الاختبار ليس الحل أبدا، بل يؤدي إلى تفاقم أعصابك وزيادة قلقك. 3. الوجبات الصحية إذا كنت معتادا على أكل دسم ومخالف للأنظمة الصحية، فإن فترة الاختبارات هي الفرصة الحقيقية لممارسات مختلفة ومطلوبة. تناول وجبة فطور مغذية قبل الاختبار ومكسرات وعسل وموز للحصول على طاقة مستمرة. احرص على الأطعمة التي تقدم الغذاء المليء بالعناصر الغذائية، بدلاً من المليئة فقط بالسكر. 4. اذهب إلى قاعة الاختبار مبكرًا. الشعور بالاندفاع لن يؤدي إلا إلى زيادة القلق. جهز كل ما تحتاجه للاختبار في الليلة السابقة واضبط المنبه حتى تتمكن من الخروج في الوقت المحدد. 5. فكر بإيجابية. وكرر جمل سعيدة ذات دافع مثل: سأحصل على الدرجة الكاملة باذن الله، وأنا أستطيع أن أحل الامتحان بأقصى طاقة وتمكن، أنا عملت بجد وأستحق التميز أصلا. انظر إلى صورتك وأنت مبتسم في الجوال. وابتسم فعلا. 6. اقرأ تعليمات الاختبار بدقة. اقرأ التعليمات جيدًا واقرأ جميع الإجابات قبل اتخاذ أي قرار أو بدء الكتابة. لا يوجد شيء أسوأ من إضاعة الوقت لسؤال واحد ثم تدرك أنك تجيب على السؤال الخطأ. قراءة التعليمات جديا تساعد في الحفاظ على تركيزك. 7. فقط ابدأ. بعد أن تقرأ تعليمات الاختبار، ضع مخططا لإجابة السؤال المقالي. اسأل نفسك بعض الأسئلة التي يمكنك الحصول على اجابتها مما يسهم في بناء ثقتك بنفسك. يمكنك تغيير الأشياء لاحقًا إذا لزم الأمر، ولكن بعض الإجابات السريعة يمكن أن تجعل الكرة تتدحرج. لأن الصفحة الفارغة تزيد القلق. ابدأ. 8. لا تنظر إلى ما يفعله الآخرون. لا تولي اهتماما إلى ما يفعله زملاؤك في القاعة. كلهكم يخربشون في الامتحان. انتبه إلى اختبارك وسرعتك وانس أمر الطلاب الآخرين. 9. مشاهدة الساعة. إن إدراك أن الوقت قد انتهى تقريبًا وأن هناك الكثير من أسئلة الاختبار المتبقية يمكن أن يجعل من الصعب القيام بأي شيء مفيد في تلك الدقائق الأخيرة. الآلية هي: راجع الاختبار بالكامل قبل البدء. ثم خصص - عقليًا - مقدار الوقت الذي ستقضيه في كل قسم. إذا كان هناك وقت للمراجعة الشاملة، فهذا أفضل. 10. ركز على التنفس الهادئ والأفكار الإيجابية. يمكن أن يؤدي التنفس العميق إلى إبطاء ضربات القلب أو تسارع العقل، لذا مارس هذه الأساليب في البيت. إن مجرد التركيز على التنفس والتفكير يمكن أن يغير من مشاعر القلق هذه. آخر المطاف: التقرب إلى الله دوما وفي فترة الاختبارات بشكل خاص يغذي الإنسان بالغذاء الروحي الديني ويسهم في بناء الثقة بالنفس والقناعة بأن أمورنا كلها مكتوبة مسبقا. همسة: من شد على يدك في الوقت الذي أفلتها الجميع، شد عليه بقلبك. دمتم بود. [email protected]