16 نوفمبر 2025

تسجيل

فـيـلا الـنـسـاء

27 فبراير 2022

المجتمع النسائي له مميزات كثيرة، ولكنه يتسم بالغموض حتى للمرأة نفسها. المرأة عندما تريد أن تهزأ (تضغط) فإنها تدمر من أمامها، وعندما تريد أن تتمسكن كي تتمكن فإنها تدمر من أمامها أيضا. هناك رواية جميلة اسمها فيلا النساء يتناول كاتبها قصة تاجر أقمشة متواضع يعيش في صراع من المناوشات المستمرة بين أخته وزوجته وابنته، ويعرضها للقارئ مفعمة بالشغف ومليئة بالمفاجآت ومثقلة بالصراعات بأسلوب يمزج بين الإحساس المرهف والعذوبة اللامتناهية. وتختلف مقومات الجمال عند المرأة من بلد لآخر؛ فمقاييس الجمال عند العرب: الشعر الأسود الطويل، وعيون الريم الواسعة، والرموش الكثيفة والطويلة، والبشرة البيضاء، والجسم المليء والغمازات والأنف المرسوم بشكل دقيق وطول العنق وصفاؤه. المرأة لها حقوق في الإسلام والشرع والعرف والمجتمع، وقد تفوقت الآلاف من النساء في مجالهن الوظيفي والمهني. وليس أعظم مهنة كالأمومة التي هي رمز للمرأة. الدول المتقدمة تسعى باستمرار إلى تمكين المرأة على كافة الأصعدة وتحذو حذوها كافة الدول الأخرى. المرأة ما إن تضع يدها ولمساتها في مشروع إلا وازدان، فبصماتها تضفي على الموقف تميزا، ورؤيتها البصرية تنقل الآخرين من حال إلى حال أفضل منه لأنها تهتم بالتفاصيل الصغيرة. والمرأة أرق مشاعر من الرجل. يحكى أن زوجين اتفقا في صباح أول يوم لزواجهما أن لا يفتحا الباب لأي زائر كان ! وبالفعل جاء أهل الزوج يطرقون الباب ونظر كلا الزوجين لبعضهما نظرة تصميم لتنفيذ الاتفاق ولم يفتحا الباب !!! ولم يمض إلا وقت قليل حتى جاء أهل الزوجة يطرقون الباب فنظر الزوج إلى زوجته فإذا بها تذرف الدموع وتقول: لا يهون عليَّ أن أرى والديَّ أمام الباب ولا أفتح لهما. سكت الزوج وأسرها في نفسه. وفتحت الزوجة لوالديها الباب. ومضت السنون وقد رزق الزوجان أربعة أولاد. وبعدهم رزقا بطفلة. فرح بها الأب فرحا شديدا وذبح لقدومها الذبائح. فسأله الناس متعجبين عن سبب فرحته بالبنت أكثر من الأولاد الذكور. أجاب الأب بكل ثقة وببساطة: (هذه هي التي ستفتح لي الباب). حنان البنت جبل لا يمكن تصور مداه مهما كانت طبيعة شخصيتها سواء حازمة أو لينة أو حتى شرسة، وسواء كانت طالبة أو موظفة أو مسؤولة وحتى إن كانت وزيرة. فهي في النهاية عاصفة عارمة من العواطف والحب والحنان. في كل هذا على الرجل أن يحتويها ويترك لها مساحة من الوقت والمال والاهتمام والتأييد كي تمارس تطلعاتها واهتماماتها وأن يساعدها في إبراز جوانب شخصيتها كما تحب هي. فلا يتدخل في خصوصياتها وطريقة تفكيرها وإقراراتها وإدارتها في المنزل أو العمل. تعامل مع المرأة بحب وابتسامة وسعة صدر واحتواء. وهذا يكفيها طبعا. منذ أكثر من عشر سنوات 2011 تم إنتاج فيلم رعب أمريكي اسمه المرأة (The Woman) يصور فيه المرأة بأنها سبب كل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، وأثار هذا الفيلم جدلا كبيرا وهاجمته جمعيات حقوق المرأة آنذاك لأن الرمزية التي يحتويها الفيلم من امرأة تعيش في الغابة وتتحول إلى وحش في بحثها عن ابنها وهي مكسورة الضلع. تلك الرمزية تعكس على المجتمعات المتقدمة الحديثة صورا واقعية في تعاملها مع المرأة سواء كانت منافسا أم مشاركا. ونحن نقول ألف تحية للمرأة العربية المسلمة التي تبني أجيالا وتقف صفا إلى صف مع أخيها الرجل في صناعة الحضارة وفي الحفاظ على الثقافة والهوية. هذه المرأة هي التي تؤسس بكل حب مجتمعا يفخر بأبنائه. وكلية التربية بجامعة قطر تسهم بشكل كبير في تمكين الفتيات كي يصبحن معلمات قادرات على تربية وتعليم الطلاب في المراحل التعليمية الثلاث. هذه الجهود المشكورة هي مساهمة حقيقية في بناء المجتمع بأيدي النساء. آخر المطاف: المرأة قلعة غامضة لها أسرارها التي مهما حاول الرجل أن يقتحمها ويكشف تلك الأسرار فإنه لن يتمكن إلا قليلا. وأعجبتني المساهمات النسائية الخليجية التي أظهرت فرحة مميزة في التفاعل مع اليوم الوطني الكويتي. نرفع لهن العقال. همسة: لا يوجد (حب) أصدق من شخص يسأل عنك كل يوم ولا يمل. دمتم بود. [email protected]