06 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر نجم عربي ساطع

25 نوفمبر 2023

استصرخت الإنسانية جمعاء واستجمعت كل أحداث العالم ومآسيه قديمها وحديثها وجسدت أروع المآثر والبطولات وقاومت أبشع المحتلين واستبسلت بأقسى الظروف وانتصر الدم على السيف والعين على المخرز والسجين على السجان فهذا قدر الكرام الصابرين وهذه إرادة الخالق العليم وتلك «غزة» وهذه بطولاتها التي لم يشاركها فيها أحد، فهذه «السلطة الفلسطينية» تخلّت، وذاك «محور المقاومة» تراجع، وتلك الأمة العربية تخاذلت.. إنها مشيئة الله سبحانه ليبقى المجد كله لغزة والصبر كله لأهل غزة والنصر كله لأبطال غزة ولم يشاركهم به أحد سوى قلوب المؤمنين الذين تضرعوا إلى المولى (جل في علاه) أن ينصر غزة ويثبّت أهلها ويتقبل شهداءها ويشافي جرحاها ويعين شيوخها وأطفالها ونساءها بعد أن تخلى عنهم القريب والبعيد وأثخن بهم العدو الغاشم حتى سالت دماؤهم الزكية الطاهرة بالشوارع دون أن يستيقظ ضمير الإنسانية، وما زاد الطين بلّة تنديد بعض العرب المتصهينين بأبطال غزة المقاومين وإقامة حفلات الطرب في بعض بلاد العرب وكأن المجازر اليومية في غزة ليست في أرض عربية ولا إسلامية وكأن الحياء دُفن والمروءة ضاعت والنخوة تلاشت، لكن هيهات أن يُقاس الثرى بالثريا فما زال للعروبة قلب ينبض بالعزة والكرامة وروح الكبرياء وما زالت قطر تعطي للعالم دروساً بالمواقف المبهرة. وحدها قطر وقفت وقفة الأخوة والعطاء فآثرت على نفسها الاحتفال بيومها الوطني وألغت الاحتفالات الرسمية واستبدلتها بحملة إغاثية وساهم أهل قطر فأعطوا مثالاً يُحتذى به بالمروءة والإيثار وتركوا بصمة لن يمحوها الزمن فأكرمهم الله بفضله وأعزهم بعزه وسترهم بستره وأبعد عنهم السوء ورفع قدرهم بين الأمم فأصبحت قطر نجماً عربياً ساطعاً وزاحمت الدول الكبرى إنسانياً وسياسياً ورياضياً وأمنياً وإعلامياً وتعليمياً ونالت مكانة عالمية تستحقها بكل جدارة، ويزيدنا شرفا، نحن المقيمين، أننا نعيش في قطر البلد العربي الأصيل الذي أنصف الشعوب العربية ووقف إلى جانبها في أصعب الظروف فنال محبتها بكل شرف، ما جهودها الحثيثة لإيقاف الحرب على غزة إلا حلقة من سلسلة الإنجازات الطويلة والمثمرة وما قرارها بإلغاء الاحتفالات باليوم الوطني لهذا العام إلا إشارة تضامن ومواساة مع هذا الشعب الفلسطيني العظيم المقاوم.