07 نوفمبر 2025
تسجيلعام بعد عام تعتلي قطر صهوة المجد وترقى هام السحاب مجللةً بالعز والكبرياء وشامخة شموخ الإباء.. عام بعد عام دورها ومكانتها بين الأمم حيث كبرت بأفعالها وإنجازاتها وأصبحت مقصد الرؤساء والوزراء من كل أصقاع العالم بحثاً عن الرأي والحكمة ونيل شرف المشاركة بما تقوم به قطر من حلول لأصعب الأزمات وأكثرها تعقيداً وليست قضية الشعب الأفغاني ببعيدة، أما القضية الفلسطينية فهي قضية العرب والمسلمين عامة لكن كان ولا يزال لقطر دور الريادة والأخذ بزمام المبادرة حتى كسبت مصداقية عالمية. ولا يسعنا، نحن المغتربين، إلا أن نعبر عن شعورنا بما يشعر به أهل قطر أنفسهم من سعادة غامرة ورضا عظيم بيومها الوطني المجيد، لما توليه قطر حكومة وشعباً من اهتمام بالغ بالمقيمين وخاصة السوريين واليمنيين والسودانيين حيث تعاني بلدانهم من أزمات مستعصية، علاوة على ما توليه قطر من اهتمام إنساني وأخلاقي وسياسي بقضايا الأمتين العربية والإسلامية ومناصرتها الفريدة للشعوب ودفاعها عن حقوق الإنسان بالحرية والكرامة والعيش الكريم حتى تميزت واعتلى شأنها لدى الشعوب وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية معتمدة على إرثها الحضاري والإنساني ومستميلة كل الوسائل الإعلامية والدبلوماسية وغيرها ومُسخرة كل إمكانياتها المادية وقواها الناعمة للدفع بالاتجاه الذي يرضي الله ويرفع الظلم عن المظلومين معتبرة أن ما يحدث في سوريا وفلسطين «وصمة عار على جبين الإنسانية» نتيجة السياسات الدولية المجحفة بحق الشعوب ونتيجة لانقسام العالم على نفسه واختلال معاييره. لذلك لم تأتِ مكانة قطر السامية من فراغ، بل من سياسات علمية وعملية حكيمة وممارسات أخلاقية رصينة احتار بها العدو قبل الصديق فلم تستجب لاستفزاز الحاسدين ولا لأباطيل المغرضين واتسمت مواقفها بالحكمة والصبر والعقلانية والعمل الدؤوب الذي أثمر أفعالاً تفتخر بها الأجيال وخرجت في كل مرة عالية الجبين. لقد رسخت قطر أسس العمل الإنساني خلال فترة وجيزة حتى وصل الخير إلى مشارق الأرض ومغاربها فبنت المساجد وحفرت الآبار ونشرت التعليم في البلاد النائية وأغاثت المحتاجين بأحلك الظروف ووقفت مع الشعوب وقفة عز وكرامة حتى أصبح لكل عربي كريم وطنان «وطنه الذي ولد به وقطر».