17 نوفمبر 2025
تسجيلبدأ معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الأولى قبل خمسين عاما، وبالأمس أطلق منظمو المعرض لهذا العام زغاريد نهاية التظاهرة الثقافية الرائعة. هذا العرس العلمي والثقافي على أرض المعارض في وسط العاصمة الدوحة كان وراءه متابعة مباشرة من سعادة وزير الثقافة، وجهود كبيرة في الإعداد والتنسيق والتنظيم. كما أن الحضور الكثيف - بالرغم من الاحترازات الصحية والأمنية - عكس اهتماما بالكتاب وشغفا بالقراءة. الفعاليات اليومية والأنشطة الإبداعية التي ظلت مستمرة طيلة فترة المعرض حملتها على السواعد طاقات شبابية واعدة ومتطوعون من الجنسين متعاونون. بارك الله في كافة الجهود المخلصة التي أظهرت صورة مميزة للثقافة القطرية وعكست النور الذي هو نتاج العلم. دور النشر المختلفة الرسمية كدار نشر جامعة قطر، وأيضا دور النشر التجارية تتسابق جميعها في إبراز أفضل الإنتاج وفق معايير عالية المستوى؛ فولادة الكتب القطرية الجديدة وإنتاج الإصدارات الحديثة التي تم الإفساح عنها من الجهات المعنية هي تراكم بنائي للمكتبة العربية. آلاف من العناوين التي كانت متاحة في المعرض هي فرصة وجب اقتناؤها من قبل أخصائيي مصادر التعلم في المدارس العامة والخاصة وكذلك الجامعات. أعجبني العشرات من عناوين الإنتاج الأدبي والعلمي للكتاب الشباب الواعدين. واستمتعت كثيرا عندما رأيتهم يوقعون على مؤلفاتهم للقراء. ولفت نظري الإذاعة الداخلية للمعرض و(دوار التلفزيون) الذي قام من خلاله الإعلاميون بتغطيات شاملة لهذه التظاهرة الجميلة. وابتسمت بسعادة عندما رأيت السعادة في أعين الكتاب والمؤلفين الذين يتم تدشين إنتاجهم الفكري. فضلا عن الصالونات الثقافية المتعددة المنتشرة في أرجاء المعرض التي تبث عبير المعرفة أثناء المحاضرات العامة المباشرة. أما طوابير الجمهور التي كانت تنتظر فترة غير قصيرة من الزمن لكي تدخل إلى قاعة المعرض من البوابات الخمسة الرئيسية كانت لوحة سريالية جميلة حين تنظر لها من فوق السلالم الزجاجية. وحسب ويكيبيديا فإن مَعْرض الكِتَاب هُو معرض وملتقى سنوِيّ يُعنى بِالكِتاب؛ يجمع مُنتِجِي ومُسوِّقِي الكِتَاب وصُنَّاعه مِن مكتبات ودُور نشر ومُوزِّعين ومُؤَلِّفِين ومُنتِجي الوسائِط التَّعلِيمِيَّة ومُؤَسَّسات الثَّقَافة ومُنظَّمات حُكُومِيَّة وشبه حُكومِيَّة والمكتبات العامَّة ومراكز البُحوث والجمعِيَّات ومُؤَسَّسات التَّعلِيمِ ووسائِل الإِعلام ومعارِض الكِتَاب ونحوها مِن التَّصنِيفَات ذَات الاهتِمام والصِّلة؛ مع الجمهور والمُهتَمِّين. وفِي أَغلَب الأَحيَان يتجاوز معرض الكِتاب كونه مُجرَّد سُوقٍ كبِير ومُؤَقت لِلكِتاب؛ فيشمل العدِيد مِن الفعالِيَّات والأَنشِطة مِثل النَّدوات الثَّقافِيَّة وورش العمل والمعارِض واللِّقاءات؛ ضِمن إِطار الكِتاب ومُحتواه وصِناعته. ليسأل كل واحد منا: ما درجة علاقته بالكتاب؟ كم من الوقت يقضيه في القراءة المقصودة وفي الاطلاع الموجه؟ تلك الإجابة تحقق اطمئنان الفرد على أنه يصرف جزءاً من وقته فيما ينفع. من الإستراتيجيات الرائعة في بناء عادة القراءة وتثبيت الفائدة: الالتزام بوقت معين مستمر، وتخصيص مكان محدد للقراءة. فضلا عن استخدام سياسة التلخيص المركز لما تم قراءته بقلم رصاص أو بملف خاص على جهاز الحاسب الآلي، فقط جملة واحدة أو فقرة واحدة يوميا تعتبر كافية. ومن الجميل أن تقوم بالحديث عن المعارف التي اكتسبتها لأفراد الأسرة أو زملاء العمل أو أصدقاء المجلس؛ حينها سيتم الاحتفاظ بتلك المعرفة لديك بشكل أقوى، وتكون أنت قد أفدت الآخرين. نصيحة: ابدأ بقراءة الكتب البسيطة التي تعني لك شيئا والتي تقع ضمن اهتمامك الشخصي، حتى ولو كانت عادية أو تعتقد أنها تضيع وقتك، فالهدف هو بناء عادة قرائية بالتدريج. بعدها ستنتقل تلقائيا إلى توسيع مجال معارفك من خلال اقتنائك لكتب أخرى في مجالات مختلفة. عش لذة القراءة ونشوة المعرفة. آخر المطاف: عبارات الشكر لكل المسؤولين والموظفين والمتطوعين الذين سعوا في إنجاح معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته 31. قواكم الله. وباقات الزهور لكل المؤلفين الذين سعدوا بولادة إنتاج جديد لهم هذا العام. ألف مبروك وإلى المزيد من التقدم. ودعم وتأييد للجهات الحكومية والخاصة لجهودهم المبذولة في إنشاء مواقعها ومتابعة عروضها. كنتم روعة. الزغرودة أو (اليباب باللهجة المحلية) هي حركة باللسان ذات صوت مميز للإعلان عن الفرحة كما في الأعراس. والآن: نعم انتهى العرس الثقافي في منطقة (الخليج الغربي) بالدوحة، ولكنه بالتأكيد أطلق زغرودة أشعل بها شرارة الانطلاق لاهتمامات ثقافية جديدة في بناء الإنسان القطري وفق الركيزة الأولى من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. همسة: الذكريات الجميلة كسرب من الطيور المهاجرة لا يمكنك القبض عليها ولكن يمكنك الاستمتاع بمرورها أمامك. دمتم بود. [email protected]