16 نوفمبر 2025
تسجيلاقتناص الفرص من سمات الشخص الناجح، ويسمى في النظام الرأسمالي idea seeker، والمؤمن كيس فطن يعرف من أين تؤكل الكتف. والمراقب للأحداث المحلية أو العالمية يمكن أن يلعب دوراً تربوياً فيها ويصنع أداة تعليمية منها، خاصة المعلمين وأولياء الأمور. الانتخابات القادمة في الدولة فرصة حقيقية وتاريخية للتربويين. هذه التظاهرة يمكن استغلالها من عدة أوجه لبناء قيم محددة في أبنائنا الطلاب سواء في التعليم العام أو الجامعي. من هذه القيم: قبول الرأي الآخر: وهذا يتطلب منا الخطوات العملية التالية: أولا الاستماع للآخرين بتجرد والإصغاء لهم بفكر منفتح. ثانيا: نقدر تنوع الأفكار ونثمن اختلاف الثقافات والمدارس. ثالثا: التفكير طويلا قبل أن نتكلم أو نرد. رابعا: نحاول إيجاد قاعدة مشتركة مع الرأي الآخر ونصيد مساحة من القناعات المتشابهة. خامسا: أن نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر مما يجعلنا نشعر بشعوره تماما. اللحمة الوطنية: يتمثل دور المربين في تسهيل وتعزيز تكافؤ الفرص بين الطلاب والعلاقات الجيدة والوئام فيما بين جميع العاملين في البيئة التعليمية والتعايش السلمي بين الأشخاص. لتحقيق ذلك، يسهل العرس الانتخابي القادم في الدولة مثالا حيا لتعزيز قدرة الناشئة على قبول بعضهم البعض وفي تقديرهم أهمية التنوع، وحل النزاعات وكذلك مبادرات بناء السلام بين أفراد المجتمع والتي تقدر كرامة الإنسان ونبذ الفرقة والعصبية، فضلا عن تعزيز التسامح والتفاهم وقبول التنوع في جميع جوانب الحياة الوطنية وتشجيع المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. اتخاذ القرار: وهذا يتطلب منا الخطوات العملية التالية: أولا: التحقيق في الموقف بالتفصيل من خلال الاستماع لبرنامج المرشح بالتفصيل. ثانيا: خلق بيئة بناءة تتسم بالتعاون والتسامح تساعد في العيش بجو الانتخابات بشكل محايد. ثالثا: الاطلاع على البدائل الموجودة في الدائرة الانتخابية المقصودة دون التسرع في الحكم على أحد بالاختيار أو الرفض. رابعا: تمحيص ما يقوله المرشحون من مطالبات وما يطرحونه من أفكار وموازنتها مع بعضها البعض. خامسا: تحديد الأفضل من بينهم عن طريق إبراز كافة الجوانب الإيجابية مع وزنها النسبي. سادسا: تقييم الاختيار من خلال طرح هذا الاختيار على مجموعة ثقات للاستشارة وإبداء وجهة النظر. سابعا: ضرورة دعم الاختيار بالاستخارة، لأن ذلك الاختيار سيترتب عليه الكثير من الأمور على الوطن والمواطن. إن قيادة المربين للأبناء للسير الممنهج والمدعوم لاتخاذهم القرار هو ثقافة وقيمة تربوية ناجحة تصنع جيلا مميزا في المستقبل يكون فارقا عن غيره من الأجيال في الشعوب الأخرى. الهدف من المشاركة الشعبية هو تعزيز المشاركة واتخاذ القرار المستقل البعيد عن الضغط أو الإحراج. قبول النتائج مهما كانت: قد يكون من الصعب مواجهة الهزيمة، ومن السهل اعتبار أن الخسارة هي فشلنا أو أننا لا نستحق أي شيء. من أجل تجاوز هذا النوع من التفكير السلبي، فإننا نفكر أولا بأن كل ما يحدث هو بتدبير الله سبحانه وتعالى. ومن أجل تجاوز فترة الهزيمة يجب علينا مواجهتها أولا. وفي هذا المقام يجب التفكير في: أن الشدائد تصقل الشخص وتقويه، وأن التجارب هي أقصر طريق لمعرفة النتائج، وأن الشكر بعد الله لأولئك الذين ساههموا معنا في هذه التجربة، وأن الهزيمة هي درس عملي يجعلنا نتواضع، وأن النجاح ليس له معنى إن لم يكن تدريجيا لأن النجاح المفاجئ لا يشعر صاحبه بنوع من التدرج في المعاناة للوصول إليه. على مر التاريخ كان العظماء يخسرون ثم يفوزون، كانوا يفشلون ثم ينجحون، وليس أصدق مثالا من الرسل والأنبياء كيف عانوا من أجل تحقيق رسالاتهم. إن هذه القيم السابقة وغيرها من المفاهيم التربوية قد تحتاج إلى مواقف ننتظرها فترة من الزمن كي تحدث ومن ثم نربي عليها أبناءنا، إلا أن الشهرين القادمين هبة بلا ثمن لموقف حقيقي يمكن اعتباره مثالا حيا لأبنائنا لغرس تلك القيم فيهم. نعم للمشاركة الشعبية القطرية، ونعم لمجلس الشورى القطري. آخر المطاف: إن المساهمة في الحياة الانتخابية هي فرصة حقيقية لإثبات الذات والاستمتاع بالتسهيلات والخدمات التي تقدمها الدولة في هذه المناسبة، فنتحلى جميعا بروح الأسرة الواحدة ونثبت للعالم أجمع تفكيرنا الراقي وممارستنا الوطنية وحبنا لسمو الأمير. همسة: كرامتك مثل الدواء، اجعلها دائما بعيداً عن متناول الصغار.. دمتم بود. [email protected]