09 نوفمبر 2025

تسجيل

إشكالية تعزيز المساواة بين الجنسين في المجال الرياضي

21 مارس 2022

بدأت المرأة في ممارسة الرياضات المتنوعة سواء للهواة أو الاحترافية في جميع أنحاء العالم منذ عصور قديمة. وازدادت مشاركاتها في نهاية القرن العشرين بجانب الرجل، لتؤكد قبول المجتمعات الحديثة بالتغيرات الاجتماعية التي تؤكد تكافؤ الفرص بين الجنسين، وواكبت مجتمعاتنا العربية هذا التطور مع ازدياد عدد المشاركات الرياضية على جميع المستويات العربية والعالمية وكان لها موقع متميز على المستوى العالمي والأولمبي. إلا أن مشكلة التمييز ضد المرأة ما زالت قائمة في المجال الرياضي الاحترافي (المهني) أيضاً امام الرجل، وهذا ما دعا منظمة الأمم المتحدة بإصدار عشرات التوصيات والتقارير التي ترى أن تعزيز الرياضة لتنمية الإنسان وسلامته من مكونات وضروريات التنمية المستدامة. وكذلك سعت الاتحادات واللجان الاولمبية لدعم المساواة بين الجنسين، لكن وبالرغم من كل تلك المحاولات إلا أن الرياضة في الواقع غير عادلة في كثير من تفاصيلها، فالمساواة بين الجنسين لم تصل إلى الحدود المقبولة بعد. مما جعل البعض يتشكك في قيم المساواة التي تنادي بها الرياضة ومؤسساتها تبعاً للحقائق الممارسة على أرض الواقع وهذه بعض الأمثلة التي تُظهر هذا الواقع ومنها: - - الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا: هو من أكثر الاتحادات التي تميز بين الرجل والمرأة ولا يعتبر للعدالة مكاناً حيث يبلغ إجمالي جوائز البطولة نفسها إلى 30 مليون دولار للنساء مقابل 400 مليون دولار. وهناك فجوة كبيرة جداً في المكافآت بكأس العالم حيث حصل المنتخب الوطني الألماني للرجال على ٣٥ مليون دولار، بينما حصل المنتخب الوطني للسيدات على ٢ مليون دولار بعد فوزه ببطولة العالم. - الاتحاد الانجليزي لكرة القدم: تعتبر نسبة التفاوت الكبيرة بالأجور بين اللاعبات واللاعبين أمراً يضع المرأة تحت وطأة التمييز والظلم وعدم المساواة. - المنتخب الأمريكي لكرة القدم: بالرغم من فوز المنتخب الامريكي للسيدات بثلاث بطولات لكأس العالم مقابل عدم احراز أي بطولة لفريق الرجال، إلا أن اجورهن أقل من الرجال فهن يحصلن في كل مباراة على 5000 دولار، بينما يحصل الرجل على 13 ألف دولار، وهذا ما جعل لاعبات المنتخب المتفوقات برفع دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة يطالبن فيها بالمساواة بين الجنسين. - أعلى ١٠٠ رياضي أجراً حول العالم:- توجد امرأة واحدة فقط بينهم جميعاً هي لاعبة التنس سيرينا ويليامز والتي توجد بالمرتبة 63، ويأتي لاعب كرة القدم الارجنتيني ليونيل ميسي بالمرتبة الأولى، ويليه كريستيانو رونالدو بالمرتبة الثانية وهكذا لباقي الرجال، مما يظهر أنه من بين 100 رياضي و25 دولة لا يوجد سوى سيدة واحدة فقط في تلك القائمة، وهذا مؤشر صريح يظهر مدى الفجوة التي لا يمكن التقليل منها في نسبة الاهتمام بالرياضة النسوية وضعف الأجور التي تحصل عليها الرياضيات حول العالم؛ ليضل الصراع قائماً بالمطالبة بالمساواة والعدالة في الأجور وزيادة التغطية الإعلامية وتقديم المساواة الكاملة في المكافآت والتساوي في نوعية ومساحة الملاعب الخاصة بالتدريب. - وبالرغم من قطع النساء في كل البلاد شوطاً طويلاً في الرياضات الاحترافية إلا أنهن ما زلن يكافحن من أجل حمايتهن من العنف المادي يقع نحوهن وهو يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوقهن التي هي تحت وطأة التمييز والظلم وعدم المساواة في الأجور والتغطية الإعلامية اللائقة ومبيعات التذاكر. - تعد التجربة التي نهجها اتحاد ركوب الأمواج العالمي عام 2018، عن الأجور المتساوية لكل من الرياضيين والرياضيات في جميع الفعاليات تجربة رائدة في المساواة بينهما والتي ربما كانت البداية لتكون نهجاً حقيقياً يتعبه اتحادات العالم جميعاً من بعده، وربما تنتهي نضالات المرأة في مطالبة المساواة مع الرجل في عالم الرياضة الاحترافية. ان تحقيق المساواة هو معلم هام في مجال حقوق الانسان والمساوة بين الجنسين، وتدعو الأمم المتحدة بما فيما ذلك هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية والمجتمع المدني والمنظمات النسائية الى تعزيز المساواة في الأجر مقابل العمل ذات القيمة المتساوية والتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات، حيث تتقاضى المرأة أجورا أقل من الرجل وتقدر فجوة الأجور فيما بينهما بنسبة 23 في المائة على مستوى العالم.