متى يا إنسان؟!

مجرد محاولة للكتابة عن الرمز والقدسية والأصالة المنسية كتبتها حباً لهؤلاء الباقون التصاقاً بها الأوفياء النادرون والمناضلون بأعز ما يملكون لها الباقون على العهد مهما تمرد الزمان وكتبتها لهؤلاء القاطنين خارج أسوارها غير أبهين برياح التغيير التي آتت لتعصف من دواخلهم لهم أكتب متى؟ وإلى متى شباب تمشي على جمر التراب تسيرُ بالموت قوافل كالسحاب تدك الارض بخطوات زلازل وصوت الحماس صرخات البواسل في جبين الخوف كل غاصب وقاتل ** وشعبٌ تهاوى في أحضان الحق صرعى بدمٍ زُلالٍ شربته الضمائر ممهورة بالخساسة والدناسة وهذا الطبع قد تأصل في النجاسة تجتاحُ الأرض وتنتهكُ المقابر ** يا وطناً قد تهالك بالمدى عن صوته المسفوح لاستغاثات الحرائر ما نفع البلاد في الثراء تنعّمت وشعبٌ تلوّى بالألم المُكابر " إلى متى " والجُرح منا في قدح الذئاب والكلاب حولنا تلتحفُ السرائر فالقدس انتهكت ودخلوها كلاب مسعورة للقتل والذبح العلني امام كل البشر احترقت قبلتنا الأولى واغتصبت ولا أحد تحرك والشعب الباسل ينتفض ولسانه سلاح اخرس يا منكوبة غزة هاشم يا عرب انتفضوا امام الهمجية أطفالنا ماتوا واحترقوا هباءً بلا هدف والعالم هيهات أن يشعر لمن فُجِّر اشلاء فمتى يا إنسان؟ تسلخ عن وجهك القناع وتذهب للمحراب تصلي صلاة العودة والاستقلال توجه أناملك بالدعاء إلى الكعبة الغراء لرب ينتظر الثورة الحمراء لقبة الصخرة المسلوبة من أيدي الغزاة؟ متى يا إنسان تتزلزل فيك صحوة الثوار متى يفور الدم الأحمر وتنتفض في رحاب الحق الضائع من غابر الأزمان؟ متى تصبح برك الدم متلألئة تعكس صورة القدس في عيون جموع الثوار؟ متى تتجمع قفائل العرب حاملة سيوف الرجعة والبقاء في أرض السلام؟ متى ترجع الحياة تصخب بتلاوات مقدسة من رنين صوت المسجد الناشد للخلاص من جرم عصبة الكره والآثام طويلي اللحى؟ [email protected]