05 نوفمبر 2025

تسجيل

الارث أهم من المنجز أحياناً

19 يناير 2020

كسرت إدارة برشلونة أعرافها السائدة في السنوات الأخيرة وقررت إقالة فالفيردي في منتصف الموسم بعد أن كانت إدارة الفريق الكتالوني تدعم المدرب وتعطيه فرصة لتصحيح الأوضاع حتى نهاية الموسم كما حدث مع ريكارد في 2007-2008 وانريكي في 2016-2017. لكن يبقى السؤال: هل تمت إقالة فالفيردي بناءً على أخطاء هذا الموسم؟ الجواب وبكل وضوح لا، لأن لو افترضنا أن خسارة السوبر هي التي تسببت بإقالة فالفيردي فماذا لو استمر نظام البطولة القديم حيث تلعب في بداية الموسم بين بطل الدوري وبطل الكأس هل ستتم إقالته بناءً على هذه الخسارة؟. المطالبات برأس فالفيردي بدأت منذ الموسم الماضي بعد الخروج المذل أمام ليفربول برباعية في الأنفيلد بعد فوز الفريق بثلاثية في الذهاب وتكرار سيناريو روما الذي حدث في الموسم قبل الماضي بالإضافة إلى انهيار الفريق فنياً ومعنوياً فيما تبقى من الموسم حتى خسر برشلونة نهائي الكأس أمام فالنسيا ولكن بشكل غريب قررت إدارة الفريق دعم فالفيردي وإبقاءه على رأس عمله. إحقاقاً للحق الإقالة كانت صحيحة وفقاُ للظروف والمعطيات الحالية فمستوى الفريق في تراجع منذ الموسم الماضي وأغلب الصفقات الكبيرة لم تنجح مع فالفيردي فالإدارة استثمرت بما يقارب نصف مليار في 4 صفقات وهم عثمان ديمبلي، كوتينهو –المعار لبايرن ميونخ- غريزمان و فرانكي دي يونغ ولم يقدم أحدهم أي مستوى مقنع أو حتى مستوى مقارب لما كان يقدمه قبل القدوم لبرشلونة وهي أمور يُحاسب عليها المدرب بالإضافة إلى تطور مستوى الغريم ريال مدريد مع زيدان كلها أمور أجبرت الإدارة على كسر جميع الأعراف وإقالة فالفيردي في منتصف الموسم الحالي لمحاولة إنقاذ الموسم لاسيما أن الفريق ما زال ينافس على البطولات الثلاث. من بين الأسماء المتاحة في الساحة قد يكون البديل "كيكي سيتين" هو أقل الأسماء شهرة أو كسيرة ذاتية ولكن سيتين مؤمن بفلسفة برشلونة التي رسخها يوهان كرويف في الفريق الكتالوني فعندما كان سيتين لاعباً واجه فريق كرويف وووجد أن فريقه يركض خلف الكرة في أغلب دقائق المباراة يومها تغيرت نظرته الى كرة القدم وذهب بعد المباراة لكرويف ليخبره بأنه يتمنى أن يلعب تحت قيادته وشاءت الأقدار أن يكون سيتين اليوم هو مدرب هذا الفريق الذي يحمل إرثا كرويف في كرة القدم. سيتين قد لا يضمن البطولات لبرشلونة فهو كمدرب لم يحقق أي بطولة ويفتقد للخبرة الأوروبية في إدارة مباريات دوري الأبطال ولكن بلا شك سيعيد الكرة الجميلة لبرشلونة بعد "سنوات الضياع" التي عاشها عشاق الكرة الجميلة بشكل عام وعشاق برشلونة مع فالفيردي الذي كان مدربا واقعيا يبحث عن النتيجة أولاً قبل الأداء الجميل وهو أمر يختلف معه كيكي سيتين فالأهم لديه هو الأداء الجميل والمتعة في كرة القدم. الإشكالية في برشلونة لم تكن في المنجز أبداً، فالفيردي حقق لقبين ليغا ولكن الإشكالية في التخلي عن الثقافة التي يتغنى بها الجمهور. كيكي ستين يرى أن كرة القدم يجب أن تُلعب من ذات الزاوية التي ينظر لها جمهور برشلونة وهذا الأمر أحد الأمور المحفزة للطرفين وسبب تفاؤل الجماهير.