06 نوفمبر 2025

تسجيل

لماذا كانت أرقاما .. وأصبحت هوسا

18 نوفمبر 2019

ما هو سر تحطم الأرقام القياسية في كرة القدم في الفترة الاخيرة ؟ هل تسجيل الاهداف اصبح أسهل في الكرة الحديثة ام ان المناخ العام للعالم حالياً يوجهنا نحو الهوس بالارقام وتحطيمها ؟ أرى ان هذا الأمر يعود الى عدة أسباب ومنها التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم. اليوم الكرة اصبحت أخف وتتغير اتجاهاتها بسرعة اكبر فينتج عنها اهداف أكثر ، الأحذية اصبحت أفضل فتعطي اللاعب حرية في الحركة ومرونة في التسديد والتمرير. بالاضافة الى دخول التخصصات العلمية الى اللعبة من نظام غذائي يساعد اللاعب على اخراج افضل ما يملك من طاقة أو اجهزة التتبع التي يتم وضعها على اللاعبين في التدريبات والمباريات وتعطي قراءة افضل وادق عن اداء اللاعب وكيفية تحركه وتمركزه وهو الامر الذي يساعد الطاقم التدريبي لوضع يدهم على نقاط ضعف اللاعب وتطويره. ايضا الذكاء الاصطناعي الذي يساعد على تحليل المباريات ونقاط ضعف الخصوم واستهدافها لاستغلالها في تسجيل الأهداف. ومن العلوم التي دخلت عالم كرة القدم هو علم الاحصاء وشركة أوبتا العملاقة بدأت في ٢٠٠١ توفر هذه الأرقام للجميع فأعطي الإعلام مادة دسمة للحديث عنها قبل المباريات وأصبحت الشغل الشاغل للجمهور خصوصاً في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما نشر هذا الفكر والرغبة لدى اللاعبين بأن الأرقام القياسية تساهم في الفوز بالجوائز الفردية أو لفت انظار الجمهور وأضواء الاعلام لهم من ما يزيد من مداخيلهم الشخصية سواء بطلب راتب أعلى من النادي او بزيادة الرعاة لهم. أرى ايضاً بأن غوارديولا هو الآخر ساهم في جعل اللعبة بشكل هجومي أكبر من السابق. هو من اعاد البناء من الخلف الى الواجهة واعطى حارس المرمى ادوارا اكبر مما يعني بأن هنالك ١١ لاعبا على ارضية الملعب على عكس السابق ١٠ + حارس ونتج عن ذلك وجود لاعب اضافي في الحالة الهجومية يقوم بعمل زيادة عددية لمصلحة فريقه. ولأن بيب نجح بشكل كبير بهذا الاسلوب مع برشلونة فرأينا هذه الأفكار تنتشر كالنار في الهشيم وهو ما شجع الاندية على التخلي عن التحفظ الدفاعي واللعب بشكل هجومي أكبر نتج عنه أهداف أكثر. الكلام السابق قد يكون انشائيا نظريا وغير ملموس في الواقع ولكن الارقام تؤكد ذلك عزيزي القارئ. بالنظام الحالي لدوري ابطال اوروبا - أقوى بطولات الأندية - أعلى معدل للأهداف في الموسم - قبل بيب - كان في موسم ٢٠٠٤/٢٠٠٥ عندما تم تسجيل ٣٣١ هدفا في ١٢٥ مباراة بمعدل ٢.٦٥ هدف في المباراة الوحدة. اما بعد برشلونة بيب الذي حقق ٢ ابطال في ٣ سنوات منذ موسم ٢٠١٠/٢٠١١ أقل معدل للأهداف كان في موسم ٢٠١١/٢٠١٢ ب ٣٤٥ هدفا في ١٢٥ مباراة بمعدل ٢.٧٦ هدف. إذاً فأقل معدل للأهداف بعد برشلونة بيب أعلى من أعلى معدل للأهداف قبله. اما الاعلى فكان في موسم ٢٠١٧/٢٠١٨ بمعدل ٣.٢١ هدف. لغة الكم اصبحت اللغة السائدة في اللعبة لا تجد احدا يمتدح مهاجما الا ويسأل في النهاية كم حصيلته من الاهداف ، هذه اللغة كان للإعلام دور كبير في إبرازها وتحديدا في منافسة ميسي ورونالدو. أصبح الصعود للقمة - يحتاج رقماً - لا مجهوداً.