11 نوفمبر 2025

تسجيل

وُلِدَت موهوباً.. اجعلني بطلاً

18 نوفمبر 2018

قال جويل باركر وهو سياسي إمريكي: إن «الرؤية من دون عمل ما هي إلا حلم، والعمل من دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، أما الرؤية مع العمل هي ما يمكنها أن تغير العالم»، وقد تكون كلماته ألهمت الملايين حول العالم، إلا أنني أجدها تنطبق على المنتخب الأيسلندي الذي كان الحصان الأسود ليورو ٢٠١٦، ولفت أنظار الكثيرين، فـ كيف لدولة ضعيفة كروياً كانت تحتل التصنيف ١٣١ عالمياً في ٢٠١٢ أن تتطور بهذه السرعة وتقدم هذا المستوى وتهزم إنجلترا وتتأهل لربع النهائي، في تلك الفترة صرح سعادة ‏الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد بأن «تجربة‎ أيسلندا نموذج سنستفيد منه»، وبما أن منتخبنا الأول سيواجه منتخب أيسلندا يوم الإثنين فـ أعتقد هو وقت مناسب لتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة الأيسلندية وتطبيق مكتسباتها على عنابي الشباب تحت ١٩ عاما، الذي لفت الأنظار في إندونيسيا ووصل إلى نصف نهائي كأس آسيا وتأهل لمونديال الشباب الذي سيقام في بولندا في منتصف العام القادم. هذا الجيل أثبت أن لديه ما يقدمه في المستقبل فـ كيف سيتم استثمار هذا الجيل؟ الجيل الأيسلندي الحالي كان محظوظ بـ جوديونسون لاعب تشيلسي وبرشلونة السابق الذي مهد الطريق لاحتراف اللاعب الأيسلندي في أوروبا واستفاد من هذا الأمر الكثير من اللاعبين، أبرزهم جيلفي سيغوردسون الذي بدأ مسيرته الكروية في انجلترا بعمر الـ ١٦ عاما مع نادي ريدينغ الانجليزي و(تدرج) بين الأندية الإنجليزية حتى وصل إلى إيفرتون. عمر سيغوردسون الذي ذهب في رحلة اكتشاف ذاته في الأراضي الإنجليزية قريب جدا من أعمار لاعبي منتخب الشباب، وإذا كانت الكرة الأيسلندية محظوظة بجوديونسون فـ كرتنا المحلية محظوظة بوجود لاعبين عالميين أمثال تشافي وشنايدر اللذين يملكان علاقات عديدة في كرة القدم الإسبانية والهولندية ويمكن الاستفادة منهما لفتح الطريق للاعب الشاب القطري للوصول الى الملاعب الأوروبية. قد يتساءل البعض هل ذهاب اللاعبين الشباب في مثل هذه التجارب سيفيدهم؟ أم هي مجرد إهدار للمال العام؟ الجواب هو «أكرم عفيف». أكرم مثال حي على الفائدة التي قد يجدها اللاعب القطري إذا تم الاهتمام به وهو في هذا العمر فـ أكرم قضى عدة سنوات في الملاعب الأوروبية ما بين أوبين البلجيكي والأندية الإسبانية التي صقلت وطورت موهبته وجعلته وهو بعمر الـ ٢١ سنة ينافس بغداد بونجاح ويوسف العربي على صدارة هدافي الدوري وهم يفوقونه عمراً وخبرةً. الكرة القطرية مقبلة على استحقاقات دولية كبيرة في السنوات القليلة القادمة ما بين كوبا أمريكا في صيف ٢٠١٩ وكأس القارات في ٢٠٢١ وكأس آسيا ٢٠٢٣، يجب على اتحادنا الموقر وضع خطة قصيرة المدى لتطوير وتجهيز هذا الجيل الذي سيمثل نواة المنتخب الذي سيمثلنا في مونديال ٢٠٢٢. النقش على الرمل تذروه الرياح ونقش الحجر يبقى خالداً.. لنا في المواهب السابقة مثال ما بين الاحتراف الحقيقي من بيئة وسلوك وانضباط والاحتراف كمسمى فقط.