10 نوفمبر 2025
تسجيل«هل تذهب الى الملعب لمدة 90 دقيقة من أجل أن تشاهد «لوحة النتائج» في نهاية المباراة أم لكي تشاهد المباراة نفسها ؟» سؤال وجهه الفيلسوف الاسباني خوانما ليلو وهو المدرب الذي ذهب بيب غوارديولا الى المكسيك لأجل ان يتتلمذ تحت يده في اخر محطة كروية في مسيرته كلاعب. هي كلمات رسخت في ذهني واسترجعتها بعد كل مباراة عندما يمتلئ الوسط الرياضي بعبارات المديح او الانتقادات. هذا افضل مدرب في العالم لأن فريقه انتصر في مباراة ، وذاك افضل مهاجم في العالم لأنه احرز هدفا في مباراة ما. هي احكام عاطفية «وقتية» في لعبه مليئة بالمشاعر والعواطف ولكن ..قبل ان نصدر اي حكم يجب ان ننتظر قليلاً ونشاهد الصورة كاملة. من تمت الاشادة به وتنصيبه كأفضل لاعب في العالم بفضل الهدف الذي سجله قبل قليل قد يكون اسوأ لاعب في المباراة ولكن لانه سجل هدفا أصبح الأفضل في العالم في نظر «مشجعي لوحة النتائج». وهل من فاز وتمت الاشادة به كان يستحق الفوز ؟ ومن خسر وتم انتقاده بشدة ووصفه بالفاشل كان يستحق كل هذا النقد اللاذع ؟ يقول المدرب البريطاني الشهير براين كلوف: «التكتيك لا يخسر ، اللاعبون هم من يخسرون التكتيك» فقبل ان نسن أسهم الانتقادات وننصب المشانق لأي مدرب خسر مباراة هل سألنا انفسنا من يتحمل هذه الهزيمة ؟ هل يتحملها المدرب باختياره لأفكار خاطئة ام يتحملها اللاعبون لعدم تطبيقهم لأفكار المدرب بالشكل الصحيح ؟ ام ان تفاصيل صغيرة حرمت الفريق من الفوز ؟ هذه هي «الصورة الكاملة» التي يجب ان نبحث عنها. ولعل ابرز مثال على ان «لوحة النتائج» خداعة وان النتيجة النهائية لا تعكس دائما افضلية فريق على الاخر خلال مجريات المباراة. هي أحد المباريات الخالدة في دوري الابطال - او على الاقل بالنسبة لي - هي التي جمعت سيلتك الاسكتلندي بالعملاق الكاتلوني برشلونة في نوفمبر 2012. المباراه انتهت بفوز سيلتك 2-1 وهنا فرصة سانحة «لمشجعي لوحة النتائج» للهجوم على بيب غوارديولا وكتيبته ولكن هل كانت افكار بيب خاطئة ؟ وهل كان فعلا يستحق الخسارة ؟ اذا مانظرنا للتفاصيل سنجد أن محاولات برشلونة كانت اكثر من 4 اضعاف محاولات سيلتك بعدد بلغ 23 محاوله مقابل 5 ونسبة استحواذ بلغت 89%. برشا بيب قدم كل شيء في تلك الليلة ولكن غاب عامل التوفيق في اللمسة الاخيرة فهل تعكس النتيجة النهائية مجريات المباراة ؟ بالطبع لا. هذه هي «الصورة الكاملة» التي يجب ان نراها قبل ان نصدر أي احكام. يقول الشاعر الايرلندي أوسكار وايلد: «السطحيون وحدهم هم من يحكمون على الناس من مظهرهم الخارجي» وهذه الحكمة يمكن اسقاطها على كرة القدم حيث وحدهم السطحيون هم من يحكمون على المباراة من «لوحة النتائج» متجاهلين ان كرة القدم تفاصيل اولاً. لا تسعى لجعلها نتيجة ففي ذلك قتل لشغفها وقيمتها وشعبيتها ، جودتها وإرثها لم تكن في النتائج الرقمية بقدر المتغيرات والجنون الذي يحدث بداخلها.