11 نوفمبر 2025
تسجيلأساس كل مشروع هو المدرب والاختيار الصحيح للمدرب الذي يناسب طموح وأهداف الإدارة وبعدها يقوم المدرب بإختيار المحترفين الذين يناسبون أسلوبه وأفكاره لأن اللاعبين هم أدوات النجاح لكل مدرب. وعندما نعكس هذا المبدأ على دورينا المحلي ونأخذ نظرة سريعة على الأندية سنجد أن 5 مدربين فقط من اصل 12 مدربا هم من استمروا على رأس عملهم بعد نهاية الموسم الماضي وكان مصير 2 منهم الاقالة بعد شهرين فقط من بداية الدوري فهل هذا استقرار ؟ ناديا الخور والخريطيات بدأ الدوري بمدربين جدد وتمت اقالتهما بعد الجولة الثالثة والرابعة فهل هذا استقرار ؟ 5 مدربين من اصل 12 مدربا تمت اقالتهم بعد شهرين فقط فهل هذا استقرار ؟ مجرد سؤال يراودني مامصير المحترفين الذين تم اختيارهم بناء على نظرة المدرب ؟ غالبا سيتم تغييرهم في الانتقالات الشتوية لانهم قد لا يناسبون افكار المدرب الجديد. كل هذه القرارات « غير المدروسة « تضع أعباء مالية كبيرة على الاندية وتستنزف الميزانيات بشكل كبير مما يجعل اختيار المحترفين القادمين هذا الموسم او الموسم القادم أقل جودة بسبب الميزانية المتاحة لدى النادي ولهذا السبب نجد أن الأندية التي تدور في دوامة المشاكل والتعثرات هي نفسها في كل موسم. اذا كان الاستقرار أساس النجاح فانعدامه هو بداية كل فشل ولأن جماهير الاندية لدينا تعشق نظريات المؤامرة فغالبا مايتردد في المجالس والوسط الرياضي ان نجاح السد والدحيل يعود الى اسباب لا تمت للرياضة بصلة وقد يتقبل المتابع البسيط للكرة المحلية هذه الاعذار ولكن دعوني هنا أطرح سؤال هل تفوق السيلية يعود الى الدعم الخارجي مثلا ؟ السد استقر على مدربه منذ موسم 2015-2016 وجمال بلماضي استمر على رأس الجهاز الفني في الدحيل لمدة ثلاث مواسم، أما السيلية فمثال للاستقرار والنجاح، فسامي الطرابلسي يبدأ موسمه السادس كمدرب للشواهين وتحول السيلية تحت قيادته ومع دعم الادارة الذكية جدا من فريق ينافس للبقاء الى فريق يقارع كبار الاندية التاريخية على مقاعد المقدمة والمربع الذهبي وهنا يمكننا القول بأن « الاستقرار يؤتي أُكله «. تغيير المدربين وانعدام الاستقرار لا يؤثران على الاندية فقط بل ايضا يؤثر سلباً على اللاعبين المواطنين وبالتحديد الشبان الذين يعتبرون نواة المنتخب فالتغيير المستمر للمدربين والمدارس التدريبية بلا شك سيبطئ مسيرتهم وعمليه تطورهم وهو ماسينعكس سلباً على المنتخب الوطني الذي تنتظره استحقاقات كبيرة في السنوات القليلة القادمه أبرزها مونديال 2022. لا بد أن نجعل الفشل جزءا من النجاح وليس نقيضه ونستفيد من تلك الاخطاء السابقة .. أو نستمر كوننا لم ندرك ان تكرار الخطأ يبعدنا تدريجيا عن أهدافنا. للنجاح سلّم درجاته الاستقرار وللأسف سلّم النجاح في كرتنا المحلية درجاته ركيكة.