16 نوفمبر 2025

تسجيل

ولا تزال القضايا نفسها

09 مايو 2021

هذا العنوان ليست له علاقة بالمحاكم أو وزارة العدل أو حتى الأمن العام، ولكن بالرغم من التطورات المهولة في الحقل التربوي على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، فإن هناك بعض القضايا لا تزال عالقة وهي محل جدل واسع، هذه القضايا محيطها المستمر هو اللجان التربوية والإدارية المتكررة والمؤتمرات العلمية المباشرة أو عن بعد، والأبحاث النوعية، كل ذلك بغية التوصل إلى تسكير هذا الملف أو تلك القضية. الأمن والسلامة في المدارس هي الأهم من بين تلك القضايا الملحة، التي تأججت مرة أخرى في ظل انتشار وباء كوفيد - 19 مما خلق تحدياً جديداً على طاولة صاحب القرار التربوي في موضوع سلامة الطلاب والمعلمين على حد سواء، وكانت تلك القضية تشير إلى جودة البناء المدرسي مثلا، والذي يجب أن يكون آمناً، أو تعرض بعض المدارس لأي حادث من قبل أطراف خارجية ومثل هذه الحالة تتواجد في غير دول الخليج. استخدام التكنولوجيا في التعليم وهي من بين تلك القضايا العالقة أيضاً والمستمرة، وما يتبع ذلك من إيجابيات وسلبيات خلقت جبهتين متناحرتين باستمرار في مدى جدية وأهمية استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، وجاء وباء كورونا فخلق سيناريو جديداً يقوم على حتمية التعليم والتعلم عن بُعد وما يترتب على ذلك من ممارسات ميسرة رائعة في العملية التعليمية وأيضاً ممارسات غير مرغوبة لابد أن نقبل بها مضطرين، مثل الدعم الوالدي غير المبرر لتفاعل الطلاب من وراء جهاز الحاسب، ولجوء البعض إلى استراق بعض الإجابات في الاختبارات المبرمجة أونلاين. تسعى الأنظمة التعليمية في كل دول العالم إلى تحقيق مخرجات تعليم تتسم بكفايات تم تحديدها لكل مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، هذه الكفايات معاييرها مشتركة بين كل دول العالم إلا أن لكل مجتمع خصوصيته مما يتوجب على القائمين على الجهاز التعليمي في الدولة - أي دولة – التعديل على بعض الكفايات وفق معايير محددة، وكون العلم متغير والأصول الاجتماعية والدينية والثقافية ثابتة، فإن التحدي الحقيقي في تكييف سمات مخرجات التعلم يكون مستمراً أيضاً لمواكبة الجديد وللحفاظ على الهوية بنفس الوقت، أي: التحديث مع الحفاظ على التقاليد، وهذا من السمات التي نصت عليها رؤية قطر 2030. وتبذل دولة قطر جهوداً فارقة في سبيل تجويد التعليم، حتى غدت الأولى عربياً والرابعة عالمياً في ترتيبها بين مصاف الدول الأخرى في الحقل التعليمي، إن هذه النتيجة التي ظهرت من مؤسسات خارجية محايدة تدل على أن الدولة تسير وفق خطة واضحة نحو تحقيق الأهداف المستدامة، وبما يسهل الوصول إلى الركيزة الأولى من رؤية قطر الوطنية 2030 المتعلقة بتطوير وتنمية الإنسان، وهذا التاريخ ليس ببعيد. لا يكفي فقط أن تكون لدى الدولة رؤية، بل من المهم أيضاً تلك الجهود والخطط الإجرائية لتحويل تلك الرؤى إلى جدول عمل له من ينفذه ومن يشرف عليه، والسؤال: بالرغم من تلك الجهود ألا يمكن أن نرى تحقيقاً شاملاً لقضية تربوية محددة؟، مثل محو الأمية التي انتهى عنوانها من على طاولة المخطط التربوي بوصول الدولة إلى رقم (صفر) في أمية القراءة والكتابة. إن تكثيف الجهود الشاملةcollective action في حقل معين أو قضية ما يسهل في تسريع حلها أو تطويرها، وهنا يأتي دور التنسيق المشرك (التربية والإعلام والأمن والاقتصاد والأوقاف والثقافة وغيرها)، والرغبة الحقيقية من الجميع، والأهم من ذلك كله غرفة العمليات operation التي تتابع خط سير القرارات وتحدد فجوات تنفيذها وتعمل سريعاً على معالجتها، اقتراح إلى كل مسؤول: غرفة العمليات هي مصدر الإنتاج الفعلي للعمل المؤسسي التربوي أنصح بها إن لم تكن موجودة لديك. آخر المطاف: تتعاون كلية التربية بجامعة قطر مع وزارة التعليم والتعليم العالي على كافة الصعد الرسمية والتطوعية من أجل تحقيق أعلى المراتب في المقاييس العالمية لجودة التعليم، فالكلية كبيت خبرة تسهم في تقديم كل التنظيرات الحديثة لتطوير التعليم وتقدم مخرجات مميزة لسوق العمل من معلمين مؤهلين، كما أن وزارة التعليم كحقل ميداني واقعي تعمل ضمن منظومتها المواكبة لآخر المستجدات الدولية، هذا التعاون يسهم في حل القضايا التربوية المستمرة. همسة: اللهم اجعلنا ممن عفوت عنهم ورضيت عنهم وغفرت لهم وكتبت لهم الجنة.. دمتم بود. [email protected]