16 نوفمبر 2025

تسجيل

رسالة من طـفـل تـوحـدي إلـى مـعـلـمـه

05 سبتمبر 2021

ها نحن وقد بدأ العام الدراسي الجديد واتجهت أنظار الوالدين والمعلمين نحو تعليم بضوابط واحترازات، واتحدت أيضا جهود أغلب مؤسسات الدولة للعودة الطبيعية تدريجيا. فنشد على أيدي معلمينا الأكفاء في صناعة جيل مميز ومختلف سواء في المدارس العادية أو مدارس الدمج أو المدارس الخاصة. والأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد لا يبوحون بما يجول في خاطرهم صراحة ويميلون للعزلة والانطواء في العالم الخاص بهم. إلا أن أخصائي التربية الخاصة لديه المهارة في التعامل معهم والارتقاء بتعليمهم وبسلوكهم. من خلال التوجه الحديث، فإن جميع المعلمين مناط بهم معرفة كيفية التعامل مع كافة فئات الطلبة بما فيهم من ذوي الإعاقة أو من ذوي المواهب. ولكن ما الذي يريده هذا الطفل ذو طيف التوحد من أستاذه أن يعرفه ؟ إن الرسائل التي يريد الطفل التوحدي توصيلها لأستاذه في المركز أو المدرسة، لكنه غير قادر على البوح بها عديدة منها: التعليم الدائري: كما أن المعلم دوره معلما يعطي التوجيهات، فإن الطفل التوحدي يحب أن يكون معلما أيضا يسهم في خبرته ويعطيها المعلم أو يعطيها أقرانه. هذه الفرصة مفقودة أو قليلة الحدوث. الطفل التوحدي يرغب أن يكون التعليم دائريا ليشعر بالمشاركة والانتماء. دعه يعلم غيره الأشياء البسيطة. العمل الفريقي: من خلال العمل كفريق لن يبرز ضعف الطفل التوحدي أو إخفاقه، وسيكون عمل الجماعة هو البارز مهما كان أداء الطفل التوحدي ضعيفا أو سيئا. هذا الأمر لن يتسبب في إحباط الطفل التوحدي وسيجعله يشعر بالانتماء والمشاركة. (مثال الألعاب الجماعية التي لا تتطلب بروزا وظهورا فرديا مثل مسك قطعة القماش الدائرية، هذه القطعة الكل يشترك في مسكها كي لا تقع على الأرض، ولو أن أحد الأطفال لم يمسكها بطريقة متقنة فإنه لا يمكن ملاحظته لأن هناك من الأطفال عن يمينه وعن شماله يمسكون نفس القطعة، فهي لا تقع ). أي أن العمل الفريقي لا يبرز سلبيات الطفل التوحدي، تلك السلبيات التي لا يرغب هو في إظهارها كي لا يشعر بالحرج أو الإحباط. أسباب التصرفات: كونك معلما، لا تحكم على تصرفات وسلوكيات الطفل التوحدي التي لا تعجبك، فهي بسبب أمرين: البيئة المحيطة والظروف أو بسبب عدم قدرة هذا الطفل على توصيل ما يريد. في كل الأحوال سلوك الطفل التوحدي هو رد فعل ؛ فإذا كانت هذه السلوكيات لا تعجب المعلم فعليه البحث وراء أسبابها ومن ثم إصلاح تلك الأسباب. (مثال: السلوك الانسحابي من قبل الطفل التوحدي قد يكون بسبب الإزعاج الموجود في البيئة المحيطة. فالمعلم يجب ألا يجبر الطفل على المشاركة مثلا هنا. بل عليه أن يقلل الإزعاج من حوله في البيئة. وبعد ذلك فالطفل سيهدأ و سينقاد للتعلم). التفكير المتقطع: الطفل التوحدي ليست لديه القدرة على جمع الأشتات، بل يمكن أن يتعلم بطريقة الوحدات. لا يوجد لديه مهارة جمع هذه الوحدات معا لتكون معنى كما هو الحال لدى الأطفال العاديين. (مثال: لا يمكن للمعلم أن ينتظر من هذا الطفل أن يرسم حديقة كاملة بأشجارها وازهارها وطرقها وسورها. لن يستطيع). السبر والفضول: الطفل التوحدي يحتاج إلى أن يكون المعلم فضوليا معه، يتساءل باستمرار، ويقوده ذلك إلى أسئلة أخرى بناء على إجابة الطفل نفسه. هذه العملية ستجعل الطفل يتحرك شيئا فشيئا من عالمه المنغلق إلى العالم الخارجي. كما أن تساؤل المعلم باستمرار سيشعر الطفل التوحدي بالاهتمام به. كما أن هذه التساؤلات ستغير تدريجيا الروتين الخاص به. الثقة: قبل البدء بعملية التعليم ابن ثقة بينك وبين الطالب التوحدي هذه الثقة جديرة بأن يتقبل الطفل أي مفهوم أو خبرة منك لاحقا. وعندما يثق الطفل التوحدي بالمعلم فسيمكنه ذلك أن يتعلم الوثوق بنفسه، وسيترتب عليه عملية تعلم مغايرة ومدهشة. آخر المطاف: إن برامج التربية الخاصة بقسم العلوم النفسية بجامعة قطر تلعب دورا محوريا في إعداد معلمي التربية الخاصة الذين يؤمنون بقدرات الطفل الاستثنائي، إن ما يؤمنون به هو الذي سيتحقق بإذن الله. همسة: لك في عيوني شوق ينتظر لحظة لقا. دمتم بود [email protected]