سوء التصرف أسوأ من سوء الاستخدام

وسائل التواصل الاجتماعي أحد أخر صيحات التقدم التكنولوجي ومثلها مثل غيرها من التقنية ف لها جانب إيجابي مثل كسر الحواجز وسرعة إيصال الأخبار والمعلومات ولكن سوء استخدام هذه التقنية من البعض قد يكون له عواقب أخرى في كرة القدم على أرضية الملعب وهو ما شاهدناه يوم الأحد الماضي في مباراة أرسنال وكرستال بالاس عندما قام مدرب أرسنال يوناي ايمري بتبديل قائد الفريق تشاكا وسط صافرات وصيحات عدم الرضا من جمهور أرسنال على الفريق وعلى مستوى اللاعب والذي بدوره قام بردة فعل مستفزة للجمهور. تشاكا لم يعترف بخطئه ولم يعتذر عنه بل أصدر بياناً هزيلاً يبرر فيه تصرفه على أرضية الملعب ضد جماهير فريقه التي حملها تشاكا ذنب بعض التعليقات المسيئة التي تعرض لها في وسائل التواصل الاجتماعي. أنا هنا لا أبرر تصرفات الفئة التي هاجمت تشاكا على وسائل التواصل الاجتماعي وكانت تهدد بكسر ساقه أو قتل زوجته فهذه جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون في أي دولة متقدمة وفي إنجلترا بالتحديد شاهدنا الشرطة تتدخل للحد من التنمر الإلكتروني والتعليقات العنصرية ولكن أن يقوم قائد الفريق بمواجهة 60 ألف مشجع في ملعب المباراة كانت صافرات الاستهجان بمثابة عدم الرضا على أداء اللاعب والفريق الذي يعتبر قائدا له ويرد على صافراتهم بطريقة مستفزة فـ أنا أدين هذا التصرف من تشاكا. الجمهور هم القلب النابض للعبة وهم حجر أساس أي ناد رياضي في العالم بل لولاهم لما تم دفع راتبك العالي فعوائد الأندية تأتي بفضل القاعدة الجماهيرية التي تملكها. تشاكا ليس اللاعب الأول الذي تكون له ردة فعل باتجاه الجمهور على أرضية الملعب فعلى سبيل المثال في التسعينيات قام الفرنسي إيريك كانتونا لاعب مانشستر يونايتد بركل مشجع في صدره بحركة لن تشاهدها إلا في الرياضات القتالية مثل التايكواندو أو الكونغ فو وتمت معاقبته وإيقافه لمدة 9 أشهر ، وبعد أكثر من 15 سنة أتى مواطنه ايفرا واللاعب السابق لليونايتد أيضاً ليقوم بنفس الفعل وقام بركل أحد مشجعي مارسيليا ليقوم الاتحاد الأوروبي بإيقافه لمدة 7 أشهر. ردة فعل تشاكا لم تكن بحدة كانتونا وإيفرا ولكن يبقى تصرف خاطئ صدر من لاعب مثل تشاكا قائد أرسنال وقائد منتخب بلاده سويسرا. كم لاعباً وكم مسؤولاً في ملاعبنا تعرض لمثل هذه المواقف ولم يتقبل الانتقاد ؟ عزيزي اللاعب.. عزيزي المسؤول، أنت شخصية عامة ويجب عليك أن تتحمل الانتقادات حتى وإن كانت لاذعة مادام أنها لا تمس شخصك. أما من يتخطى هذا الحد المسموح به فهنالك قانون يحاسبه ويأخذ لك حقك. علينا ألا ننسى بأنهم بشر وعليهم ألا ينسوا بأننا بشر أيضا تحكمنا العاطفة. عزيزي اللاعب.. عزيزي المسؤول، مهما بلغ بك الحال لا تتحدى جمهور ناديك.