ألف مبروك.. ولكن !!!!

وحطت (اللويا) أوزارها، وانتهت اليوم (زحمة) الحدث الشعبي الذي بدأ منذ أكثر من شهر ووصل ذروته يوم أمس بظهور أسماء ثلاثين من أبناء الوطن. تهانينا لمن قدَّر الله لهم أن يكونوا في خدمة الوطن والمواطن خلال السنوات الأربع القادمة من خلال المنصب الجديد. الاحتفالات التي ستقام هذا الأسبوع بهذه المناسبة يجب أن تتم وفق الضوابط العامة للبلد ووفق التوجيهات الصحية والأمنية في مواجهة كورونا حسب آخر تصريحات اللجنة العليا. الشعور الجميل بالفوز لا يضاهيه أي شعور حياتي آخر، إنه متعة الانتصار والتتويج بالهدية، إنه نشوة التغلب على المصاعب التي واجهت الموقف ككل خلال الفترة السابقة. الشعور بالفوز هو تقييم للإجراءات التي قام بها المرشح سواء الإيجابية منها أو التي تحتاج إلى تطوير في المرات اللاحقة أو في قابل الأيام أثناء التعامل مع الناخبين. الفوز بحد ذاته يسجل اسم الشخص كعضو منتخب في مجلس شورى منتخب في الدولة 2021. هذا الرصد التاريخي ستتعاقبه الأجيال في الدولة، وسيفخر أبناء الفائزين بقريبهم. الفريق العامل مع المرشح خلال الفترة السابقة يعلمون تماماً أن جهودهم المخلصة كانت أحد أسباب الفوز بعد الله، وأن ما قاموا به من خطوات وإجراءات ومواجهات ما هو إلا خطوط ريشتهم في لوحة الانتصار الذي اكتمل بإعلان النتائج. لا يفرح الفائز وحده، بل إن دموع الفرح التي انهالت من أعين فريق العمل – مهما كان حجمه – هي ترجمة حقيقية عن شكرهم لله على السداد والتوفيق. المرحلة القادمة هي مرحلة استراحة يلملم العضو أوراقه ويضع خطة عمل إجرائية بمستويات مختلفة لبرنامجه الانتخابي الذي أعلن عنه. الفترة القادمة يحتاج أكثر ما يحتاج إلى قاعدته الانتخابية كي يقدموا له المشورة والرأي ويطرحوا أمامه الأولويات بالنسبة لهم كمواطنين في هذه الدائرة. مهما كان الشخص سواء أعطى صوته لهذا الفائز أو أن الحظ لم يحالف من كان يؤيده. إيجابية المواطن في الفترة القادمة بتعاونه مع العضو يعكس صورة المجتمع القطري الواحد الذي هو أسرة كبيرة متحابة. المرشحون الذين لم يحالفهم الحظ ما أسفرت عنه نتائج الأمس دون وجود اسمهم ضمنها، هو خيرة من عند الله. ويكفيهم شرف المحاولة، ويكفيهم الأعداد التي أيدتهم في هذا الحدث الوطني. ولكن عليهم أن ينظموا أفكارهم التي طرحوها، وأن يرتبوا الملفات التي كانوا ينادون بها، وأن يحسنوا صياغة المقترحات التي أقسموا على تنفيذها لو وصلوا إلى قاعة المجلس. عليهم أن يأخذوا ذلك كله في حقيبة، ويقدموها للعضو الحالي في دائرتهم. هذه الأفكار النيرة هي نواة عمل للوطن. ومن حق قطر أن تظهر هذه المشاريع والرؤى للنور، سواء بواسطة من أعدها أو بواسطة من أصبح عضوا في مجلس الشورى، الهدف النهائي هو قطر. إجراءات العمل في مجلس الشورى محددة وواضحة وتسير وفق الدستور، وعلى الأعضاء الجدد أن يدرسوا تلك الإجراءات ويسيروا وفق نهجها في قابل الأيام. التعاون بين الأعضاء فيما بينهم هو سمة حضارية لحب الوطن، كما أن التعاون فيما بينهم وبين الوزراء يعكس الرقي في الممارسة الشعبية التي من شأنها أن تعجل حركة التنمية في البلاد. إن الالتزام الحقيقي بالدستور يجب أن يتم أولا من قبل أعضاء مجلس الشورى، فهم سيكونون القدوة الجميلة والأنموذج الجديد في قطر المستقبل. التهنئة للأسر الذين وقفوا صفاً مع المرشحين، لهم جميعاً على صبرهم وتعبهم وتحملهم جهوداً جديدة في حياتهم. فنظام الأسرة قد تغير في الفترة السابقة؛ الأبناء اكتسبوا مهارات جديدة في التعامل مع المواقف الانتخابية وفي حشد الأصوات وفي المتابعة الإعلامية. الزوجة التي باتت مديرا لغرفة عمليات انتخابية نسائية وتحملت ضغوطات وآلاماً ليس لها بها ناقة ولا جمل سوى حبا للوطن وقناعة بأهمية المرحلة ودعما لشريك حياتها. كل الشكر لكل (اللخبطة) التي حدثت في روتين البيت الجميل. وها هو يعود مرة أخرى. التهنئة لأسر الأخوة الذين فازوا وأسر الأخوة الذين لم يحالفهم الحظ، فالخبرة الجديدة تضاف إلى رصيد مسيرتكم الحياتية. آخر المطاف: يوم 2 أكتوبر 2021 كان مميزاً في حياة قطر والقطريين. الممارسة كانت وفق الترتيبات التي أعدتها اللجان الرسمية. الرقي في التعامل مع لجان الانتخابات أو التغطيات الإعلامية أو حتى الناخبين أنفسهم أظهرت صورة مشرفة للإنسان القطري. يمكن للجميع القول إن الممارسة التي برزت يوم السبت هي لبنة قوية في طريق رؤية قطر الوطنية 2030 المتعلقة بتنمية الإنسان. ألف مبروك. همسة: قلب من ثلاث سنين حبك بس موضوعه. دمتم بود [email protected]