10 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الناس لآدم وحواء، وغير المسلمين للمسلمين إخوة في الخلق، وأشقاء في الإنسانية، وهذه الرابطة يجب أن تكون هي مظلة التعايش والتراحم بين الناس جميعًا. جاء في الحديث الذي رواه البخاري: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: « أليس نفسًا». وقد روى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق الصنعاني بسنديهما عن الشعبي قال: ماتت أم الحارث بن أبي ربيعة وهي نصرانية فشهدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وروى ابن أبي شيبة بسنده عن سعيد بن جبير قال لابن عباس: مات رجل نصراني وله ابن مسلم. فقال ابن عباس: ينبغي له أن يتبعه ويدفنه. ومما جاء في وصية علي بن أبي طالب لواليه على مصر الأشتر النخعي كما وردت في نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده : « أشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبُعُا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق» . وقد وردت النصوص النبوية لتؤكد على أن غير المسلمين الذين يعيشون بين المسلمين خاصة باعتبارهم قلة عددية إنما هم جزء من الضمير الإسلامي الحي، والواجب الديني المستمر، لا يحل انتقاصهم أو ظلمهم أو تكليفهم فوق الطاقة . فقد أخرج أبو داود بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة «. وفي ظلال هذه الأخوة الإنسانية والتي هي حقيقة إسلامية يجب أن تقوم العلاقة بين بني البشر، كما يجب أن نعتقد أن إسلامنا العظيم هو الذي أمرنا بالبر بالآخر مادام عاش معنا مسالما ولم يظاهر المعتدين علينا . نؤصل لهذا الأساس في وقت القوة قبل وقت الضعف، وفي حال الرخاء قبل حال الشدة ، لأننا أصحاب مبادئ وورثة قيم تمثل ميراث النبوة، وقد ُأُمِرنا بترسيخ دعائمها بين الناس، فإن فهم الآخر ذلك فهذا خلق من ينتمون للآدمية، وهو ما نأمل أن يعم بين بني البشر، وإن لم يفهم فهذا شأنه، فإن عاملناه بالمثل فهذا عدل وإن عاملناه بالصفح فهذا فضل.. فهلا فهم الآخر هذا المشترك الإنساني!! وهلا أفاق من أهدروا قيمة الأخوة الإنسانية قبل أن يأتي يوم نعاملهم فيه بالعدل لا بالفضل!!