10 نوفمبر 2025
تسجيلالدروس التي خرجت من انتصار المقاومة في قطاع غزة كثيرة وعديدة ومنها أن اليد الواحدة لا تصفق وأن بالاتحاد قوة وهذا ما تجلى في وحدة فصائل المقاومة على أرض الميدان وأن الحصار مهما كان خانقاً فالإرادة قادرة على التغلب عليه وهي التي تصنع المعجزات ومن بين الدروس أيضاً أن الشعب بعد الله تعالى هو الذي يمد المقاومة بالقوة والصمود وهذا ما لمسناه من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة، فرغم أن هذا الشعب المحاصر قدم حوالي ألفي شهيد وعشرة آلاف جريح وهذه الأرقام عالية ومرتفعة جداً قياساً بسكان قطاع غزة البالغ عددهم حوالي المليون ونصف المليون فلو حسبنا نسبة عدد السكان لدول شعبها بالملايين وتقدم هذا العدد من الشهداء لقلنا إن غزة البطلة قدمت الملايين من أبنائها، فنحن نفتخر دائماً بالجزائر وكيف قدمت مليونا ونصف المليون شهيد ثمناً لاستقلالها فلو قارنا سكان الجزائر بسكان غزة وعددهم يمكننا القول قياسا على ذلك بأن غزة قدمت الملايين من الشهداء وأترك هذا لأساتذة الرياضيات فهم أقدر مني على هذه العملية الحسابية. الدرس الآخر من انتصار المقاومة أننا في الوطن العربي نملك عقولا قادرة على التصنيع خاصة التصنيع الحربي والعتاد العسكري الذي هو وقود أي حرب ومعركة وهذا التصنيع الحربي هو سبب عجزنا وضعفنا وهو سبب تفوق العدو الصهيوني علينا فأغلب أنظمتنا الرسمية العربية تستورد السلاح من الغرب وهذا السلاح ممنوع أن يوجه ضد العدو.. والغرب أيضاً يمنع علينا التصنيع حتى إن أول تجربة عربية في التصنيع الحربي فشلت بل منعت من الغرب وتلاشى هذا المشروع العربي المشترك وضاعت هيئة التصنيع الحربي في القاهرة.. إيران الآن تصنع الطائرة المقاتلة وتصنع الصواريخ وتصنع البوارج الحربية وتصنع أحدث الأسلحة القتالية وفرضت نفسها قوة عسكرية في المنطقة فأين نحن العرب من كل ذلك؟! هذا السؤال نتركه لحكامنا العرب الذين "يستوردون" والذين "يتوسلون" والذين "يتسولون" والذين "يدفعون" مليارات الدولارات لشراء سلاح مكتوب عليه "ممنوع الاقتراب من إسرائيل"!! ولن أسأل إذن لماذا هذا السلاح بالمليارات وضد من؟! ومتى نستعمله؟!الحديث عن "السلاح" و"التسلح" مهم وضروري وسأعود له في مقال آخر لكنني أشرت إليه إشارة سريعة لأن المقاومة في غزة صنعت السلاح بنفسها وتسلحت وانتصرت.. لكن الدرس الأهم والمهم الذي خرج من انتصار المقاومة في غزة هو ترجمة الشعار الذي نادى به قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر وهو "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".عشرون عاماً والسلطة الفلسطينية "تتفاوض" مع هذا العدو الصهيوني "سياسياً" بعد أن "أسقطت" هذه السلطة باتفاق "أوسلو" المشؤوم حق "الكفاح المسلح" واعترفت بهذا العدو "رسمياً" باحتلاله لأرض فلسطين واكتفت بحدود عام 1967 ولكن ذلك ورغم هذا "التنازل" المذل واللامسؤول فقد استمر هذا العدو بابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويد القدس وبناء المستوطنات حتى لم يبق من أرض فلسطينية ما يمكن أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة كما كانت "تحلم" السلطة الفلسطينية وجماعة "أوسلو".وردت المقاومة أخيراً على هذا العدو من قطاع غزة المحاصر وقالت له سنترجم شعار القائد عبدالناصر أن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" وانتصرت .. فهل يفهم حكامنا العرب هذا الدرس؟!