12 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الناظر إلى حال الفضائيات العربية، وتلهفها على المشاهدين، مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يدرك بما لا يدع مجالًا للشك، أننا أمام حالة أشبه ما تعرف بالحرب الإعلامية التي تخوضها هذه القنوات، لتصوب رماحها تجاه ذلك المشاهد، الجالس أمام هذه الفضائيات، يتنقل بينها بضغطة زر. ولفهم الظاهرة أكثر، الآخذة في التكرار كل عام، تبدو هذه الحمحمة الإعلامية، ليست في صالح ذلك المتلقي المسكين، الذي سلم عقله وعينيه لهذه الشاشات، باحثةً عن هدف رئيس، وهو كعكة الإعلانات التي تحصلها خلال الشهر الكريم، للدرجة التي جعلت ما تقدمه من محتوى إعلامي طيلة هذا الشهر، أقرب ما يكون إلى الابتذال في أحط صوره، بعيدًا عن المشاهد ووعيه وفطنته، وروحانيات الشهر الفضيل، في إغفال واضح من أنها يجب أن تقدم إعلامًا هادفًا، يبني العقول، ويقيم الجسور، ولا يدمر جدار الأسر، بوصوله إلى مخادعها.ولو كانت هذه القنوات تعمل حقًا لصالح المشاهد، لجعلته في قمة أولوياتها، بأن تقدم له المادة التي تنمي وعيه، ليدرك من خلالها تحديات واقعه، فهذه هي مهمة الإعلام الهادف، إذ إن أي وسيلة إعلامية لا ينبغي أن يكون ما تقدمه مشاعًا على الإطلاق، دون هدف أو فكرة، وإلا أهدرت ما تنفقه إلى غير رجعة، ومن ثم يتوارى معها متلقيها.ولذلك، فإن الاستثمار الحقيقي للإعلام ينبغي أن يكون لصالح المتلقي، وليس ضده. ولا يعني ذلك غض الطرف عن تحقيقها لأرباح مادية، إذ إن لذلك طرقه ومجالاته المهنية، ووقتما كانت الوسيلة الإعلامية ذات محتوى جاد وبناء، وفق المعايير المهنية، كانت أقرب إلى المتلقي، ما يجعلها تحقق نسب مشاهدة عالية، ومن ثم كان المعلن إليها أسرع، وبالتالي كانت الربحية إليها أقرب.وحتى لا يكون الكلام مرسلًا، فإن إلقاء نظرة على ما يتم عرضه على الشاشات العربية خلال الشهر الكريم، يجد المتلقي لهذه الفضائيات، وقد جعلت المرأة سلعة رخيصة، وقدمتها في أرخص صورها، حتى أصبحت محورًا لأي مادة تقدمها، في بحث بائس عن الشهرة السريعة، أو المكسب الآني، دون أن تدرك هذه الشاشات أن كل هذا لن يطول عمره، وأن المشاهد لن يقف أمامها طويلًا، وإن طال الوقت، إذ إن العملة الرديئة لا يمكنها بحال أن تصمد أمام الأخرى الجيدة، وأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح.