15 نوفمبر 2025

تسجيل

نموذج .. السفير جبر الدوسري بتايلاند

31 مارس 2015

في مسيرة الحياة اليومية، يمر عليك كثير من المواقف والشخصيات المؤثرة وغير المؤثرة، من خلال هذه المواقف التي لا تستطيع أن تحكم على معادن البشر إلا من خلال الاحتكاك المباشر بهم والتعامل معهم بشكل مباشر وتتعرف على مضمون هذه الشخصيات وما تحمله في دواخلها من تربية وخلق وعلم وثقافة وخبرة واسعة وكيف يملكون كل هذه المهارات في آن واحد ويثقلونها في محيط اسرهم وعملهم ومعاملتهم مع الآخرين، ويكون كل واحد سفيرا فى كل خطوة يخطوها ولا يشترط فقط ان يكون سفيرا أو وزيرا او مسؤولا وتحكمه قوانين المهنة فقط، وهؤلاء تجدهم ولكنهم بقلة شديدة، من يحملون هذه السمات ولكنهم متواجدون ويعملون بصمت وترى بصماتهم بدون ما تراهم مع الآخرين من خلال التعامل معهم ويسردون لك انسانيتهم وتسخير مسمياتهم وكراسيهم لخدمة الوطن والمواطن من خلال افعالهم الفعلية والواقعية اكثر من الاقوال التى تشبع بها المواطن من كثير من المسؤولين وتسليط الاعلام الضوء على اعمالهم السطحية اكثر من مساندتهم للمواطنين وبالفعل فكل ما ذكر من نسائم الخير فهي تنطبق على سفير دولة قطر ببانكوك وبالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب عما يقوم به من تأدية كافة مهامه على اكمل وجه وان كان مكلفا بها من الدولة ، فكثيرا ما تقابلت مع سفراء ومسؤولين فيقومون بكامل واجباتهم ولكن ليس بهذا الحرص من الانسانية التى وجدتها في هذا الرجل من خلال مواقفه السابقة التى تم تدوالها من خلال مواقفه مع المرضى والمرافقين والسائحين فى احترام ظروفهم ومشاكلهم وتسخير كافه وسائل الراحة بحرص شديد ومتابعة منه بشكل شخصي، وملم بكافه التفاصيل داخل تايلاند وقطر وغالبا ما يضع نفسه فى مكان المواطن وليس فقط مساعدته له وهذا ماسمعته من الآخريين قبل رؤيته وما لامسته من خلال لقائي المباشر معه في طريقة الحوار في كيفة توفير كافه وسائل الأمن والسلامة، المواطن خارج قطر والروح الانسانية التى يبثها بين المرضى بزيارته المباشرة للمرضى هو وحرمه المصون ورصد كافة التحديات التى تواجههم سواء داخل المستشفيات أو خارجها واضافة الى ما أثار العجب على عمل اجتماع دوري بشكل اسبوعي على وجبة العشاء لتخفيف ضغوطات الغربة النفسية لهم ورصد مشاكلهم بصورة تشعرك وكأنك فى بيتك وليس بخارج الوطن وإضافة الى روح العمل الجماعي بين العاملين فى السفارة ويقدمون لك احتياجاتك بكل سعة صدر وبسرعة فائقة ،ربما لم نرها في كثير من مؤسساتنا بالدولة ، وما لفت الانتباه ما وفرته السفارة من فكرة جيدة تحمل سلامة المواطن ونالت اعجابي وهي عمل بطاقة سائح معتمدة ويحملها المواطن خلال فترة تواجده بتايلاند لسلامة جواز السفر من السرقة او الضياع ولا اعلم هل هي مطبقة في كثير من السفارات بدول اخرى ام لا ، ولذا فنحن بحاجة فعلية الى مزيد من هذه الشخصيات من المسؤولين ليس فقط كسفراء يمثلون قطر بالخارج ولكننا بحاجة الى هذه النماذج داخل قطر وبالأخص التى تتولى مناصب بالدولة وتخدم اكبر فئة من المواطنين وتحمل شخصياتهم مفاهيم كبيرة من الانسانية التى تشعر بهموم المواطن اكثر من مصالحه الخاصة وان يتمتعوا بقدرات عالية من التوازن الفكري والعقلي والثقافي وخاصة فى الاماكن التى تتعامل بها مع تنوع من العقول ومراحل التعليم وبحاجة الى من يساعدهم ويصل الى مستوى تفكيرهم ، ويقدم لهم الخدمة والتى ربما لا يعلم الكثير منهم كيف يحصل عليها ومن اى جهة تقدم ، ونحن نملك كثيرا من الموارد المالية ولكن بحاجة الى توظيفها مع أشخاص مؤهلين لكيفية تسخيرها في خدمة المواطن والوطن بصورة تتناسب مع ثقافة المجتمع القطري التي تتمثل في المواقف الانسانية ومفاهيم الاحترام لميثاق المهنة وتحمل فى خارجها الكفاءات العلمية والعملية التى تستطيع ان تواجهة مسيرة التنمية التى تقودها الدولة كما تسمو إليه ونحن قادرون على ذلك لمواجهة كافة التحديات الاقتصادية والثقافية ووفق كل من يطمح الى رفعة المواطن والوطن من خلال مهامه الرسمية .