15 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان من المفترض أن أكتب هذا المقال منذ مدة، وبالتحديد مباشرة بعد خسارة المنتخب المغربي لمباراته الثانية في الدور الأول لبطولة كأس إفريقيا للمحليين أسوة بباقي زملائي من الكتاب الذين كانوا متأكدين تماما أن الحسابات المعقدة التي عودنا المنتخب المغربي عليها والتي تجبرنا دائما على ربط مصيرنا بنتائج منتخبات أخرى لن تجدي نفعا. لكني آثرت الالتزام بالمهنية وعدم استباق الأحداث بما أنه على الورق، كانت حظوظ المغرب ماتزال قائمة في التأهل للدور الثاني من البطولة. ولأن المنتخبات المغربية وفية دائما لعاداتها وتقاليدها وملتزمة بمبادئها ولا تحب بتاتا عنصر المفاجأة، فقد ودع المحليون البطولة رغم فوزهم على رواندا. وأنا أهم بشحذ أسلحتي من أجل كيل سيل من الانتقادات والاتهامات للقائمين على الكرة المغربية، وإذا بي أصادف تصريحا للاعب المغربي عبد الرحمان الحواصلي، الذي بصراحة فاجأني بجرأته وعقلانيته وتحليله المنطقي لما جرى في رواندا. الصالحي ببساطة ضرب كل التبريرات السمجة والمشروخة التي تعودنا سماعها من مدربي المنتخبات المغربية، من قبيل الحظ لم يحالفنا، والمهم أننا خرجنا مرفوعي الرأس، ومن المؤكد أننا سنتعلم من هذه التجربة... اللاعب المغربي أقر أن الأمر لم يكن يتعلق بالحظ، وأن الكرة المغربية لم تعد قادرة على مجاراة ركب التطور الذي تعيشه الكرة الإفريقية. نعم أعزائي، كلام اللاعب يضرب في الصميم، فما لا يعرفه أو يتجاهله القائمون على الشأن الكروي المغربي هو أن الكرة المغربية لم تعد جديرة بمقارعة كبار ولا حتى صغار القارة السمراء. في الماضي، كانوا يحاولون إقناعنا بأن المنتخبات الإفريقية تتفوق علينا بدنيا، الآن الحمد لله أصبحت تتفوق علينا بدنيا وتكتيكيا وذهنيا. بالله عليكم، كيف تريدون لمنتخب قادم من بطولة يدعون أنها احترافية تعتمد على الفرجة والإثارة في المدرجات أكثر من الميدان أن يحقق نتائج إيجابية؟ كيف تريدون لمنتخبات وفرق تعسكر في أجواء أوروبا الباردة أن تقاتل في أدغال إفريقيا الرطبة والحارة؟ كيف تريدون للكرة المغربية أن تتقدم ونحن مازلنا نرثي أمجاد الماضي، وندعي أن لنا ماضيا كرويا مجيدا؟ بالعربي الفصيح، نحن لسنا أمة كروية، نحن فقط شعب شغوف اكثر من اللازم بكرة القدم. والدليل أن بعض المدن وخصوصا في الشمال المغربي تعرف عن الليغا الإسبانية اكثر مما تعرفه عن البطولة "الاحترافية" المغربية. إذا أردنا أن نصبح فعلا بلدا كرويا وأن تكون بطولتنا احترافية، يجب أن نكف عن الكلام والمزايدات ونلتفت لعملنا. يجب أن ننسى الأطلال والماضي وننطلق من الصفر حتى نطور كرتنا. يجب أن نتعلم فعلا من أخطائنا وأن نوقف حقل التجارب الذي نخضع له الكرة المغربية مع كل مدرب أو مسؤول جديد.. والأهم من كل هذا أن نقر بأننا لسنا أمة كروية ولكن شعب يعشق كرة القدم.