05 نوفمبر 2025

تسجيل

(وتلك الأيام نداولها بين الناس)

30 ديسمبر 2020

جاء في التفاسير أن معنى «نداولها» نجعلها دولا بين الناس، ويعني بـ «الناس»، المسلمين والمشركين، وذلك أن الله، عز وجل، أدال المسلمين من المشركين ببدر، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين، وأدال المشركين من المسلمين بأحد، فقتلوا منهم سبعين، سوى من جرحوا منهم، ويقال: «أدال الله فلانا من فلان، فهو يديله منه إدالة»، إذا ظفر به فانتصر منه مما كان نال منه المدال منه، وقد أدال الله علينا في عصرنا الحالي بالعام 2020م، كما أدال على العصور السابقة بسنوات من النوائب، وبالمقابل أنعم الله علينا بسنوات أخرى، وهذه سنة الحياة التي فرضها الله على الكون، ولكن كانت 2020 قاسية على كل العالم وليس على قارة او دول بعينها، وتأثر بها معظم البشر بالعالم، لذلك ستظل ذكريات هذا العام تتردد كثيرا في مسامع أجيال القرون القادمة. ◄ هل تكون 2020م آخر سنة كبيسة في تاريخ العالم؟ من المعروف أن السنة الكبيسة تأتي مرة كل 4 سنوات، حيث تتم إضافة يوم إلى أيام شهر فبراير ليصبح 29 يوما بدلا من 28، وتأتي أهمية هذا اليوم لكون التقويم الميلادي دونه سيكون خاطئا، وبحسب مختصين في الفلك، فإن الأرض تستغرق 365 يوما وربعا لإتمام دورانها حول الشمس، وليكون التقويم صحيحا تم جمع الأرباع الزائدة في كل عام بيوم 29 فبراير، ودون السنة الكبيسة سيكون هناك يوم متأخر كل 4 سنوات، لكن في الآونة الأخيرة أعلن أساتذة جامعة جونز هوبكنز الأمريكية قيامهم بعمل تقويم جديد، يكون من شأنه أن تكون سنة 2020 هي آخر سنة كبيسة على الإطلاق، وبحسب ما نشرته جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن الأستاذين بجامعة جونز هوبكنز، هانكي وهنري، سوف يستبدلان التقويم بإصدار جديد، يبلغ طوله 364 يوما، حيث تبدأ السنة بالنسبة له دائما يوم اثنين، كما أن عيد ميلاد أي شخص سوف يأتي دائما في نفس اليوم من الأسبوع الذي ولد فيه، لذلك سوف تتميز 2020م، وقال أحد مصممي النسخة الجديدة من التقويم، وهو ريتشارد كون هنري عالم الفلك في جامعة جونز هوبكنز، إن التقويم سيكون هو نفسه تماما كل عام، وسيكون شهر فبراير دائما 30 يوما، كما هو الحال في يناير وأبريل ومايو ويوليو وأغسطس وأكتوبر ونوفمبر، الأشهر الأربعة الأخرى سيكون لها 31 يوما، ولن يكون هناك أيام كبيسة في فبراير، وبدلا من ذلك سيكون لدينا كل خمس أو ست سنوات أسبوع إضافي في النهاية. ◄ أكثر الأعوام تشبعاً بالأرقام القياسية أبت 2020م أن تغلق أبوابها وألا تسجل لنا ما هو الغريب حتى في الأرقام القياسية التي تنوعت في مجالات المناخ والصحة والاقتصاد والسياسة والرياضة. - سُجلت درجة حرارة قياسية بلغت 54,4 درجة مئوية في 16 آب/ أغسطس في وادي الموت (ديث فالي) في كاليفورنيا، وهي ثالث أعلى درجة تسجل على الأرض بعد الرقمين القياسيين اللذين سجلا في المنطقة في عامي 1913 و1931. - سجّل وباء كوفيد-19 الذي ظهر نهاية عام 2019 في الصين، أرقاماً قياسية في سرعة توسعه الجغرافي وقوة تأثيره على النشاط البشري. - توقف عجلة الاقتصاد الناجم عن الأزمة الصحية وموجة إغلاق الدول أدى إلى ركود اقتصادي حاد في الربع الأول من العام. - أحصت منظمة الصحة العالمية في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر عدداً قياسياً بلغ 700 ألف إصابة بكوفيد-19 في غضون 24 ساعة. - بسبب كوفيد-19، سيصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 235 مليون شخص. - أعلى انفاق على انتخابات في العالم اذ بلغت 14 مليارا قيمة كلّفت الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية في نوفمبر 2020م. - حطم سائق الفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون الرقم القياسي في عدد الانتصارات في سباقات الجائزة الكبرى، بعد فوزه باللقب الرابع والتسعين في نوفمبر. - سجلت ألعاب القوى عدداً من الأرقام القياسية في هذا العام في مسافة 10 آلاف متر والقفز بالزانة. - خسارة المنتخب الألماني بأكبر هزيمة في تاريخه من المنتخب الاسباني 6-0 أمام إسبانيا. - بيعت «نيو كيم»، وهي حمامة من سلالة بلجيكية، بسعر قياسي بلغ 1,6 مليون يورو من قبل صيني في مزاد افتراضي كرقم قياسي في شهر نوفمبر. وغيرها الكثير من غرائب الأرقام القياسية في أمور تحدث لأول مرة مثل أكبر كتاب في العالم، وابعد مسافة لسحب مركبة، وعدد أسئلة الرياضيات التي يتم حلها خلال دقيقة، وحفل موسيقي تحت سطح الأرض وغيرها. ◄ كسرة أخيرة كل من حضر نهاية هذا العام عليه أن يحمد الله كثيراً لخروجه سالماً من الكوارث التي حدثت فيه، والتي يجب ألا تجعلنا نغمض أعيننا عن جوانب جميلة عشناها في هذا العام، فكوارث هذا العام انتشلتنا من كارثة صامتة كنا نعيشها دون أن نشعر، إنها كارثة الفرقة على جميع المستويات، فأفراد الأسرة متفرقون، وأفراد المجتمع متباعدون، مما أدى الى التصدع الأسري، والمشكلات النفسية، فإن كوارث 2020 جمعتنا وقضت على كارثة الفرقة بيننا، فالمصابون تجمعهم المصائب. وتعلمنا كيف نلتف حول قيادة واحدة، ونستجيب لتعليماتها لننجو بأنفسنا، وتعلمنا كيف نتكاتف لنواجه عدواً مشتركاً، تعلمنا كيف نوحد صفوفنا، وتعلمنا أن نحمي بعضنا البعض من الخطر، تعلمنا أن نعتمد على أنفسنا في كسب المعرفة والتعلم فلا ننتظر معلماً يلقننا العلم قسراً، وفوق كل هذا فإن الكوارث أعادتنا لمنازلنا بعد أن هجرناها فكانت مجرد محطات للنوم فيها، وتلاشت المسافات بين أفراد الأسرة، فعادت الأسرة مجتمعة في المنزل، فتغير نمط حياتنا إلى الأفضل، فالحمد لله على السراء والضراء.. ودمتم أبناء وطني سالمين. ● الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected] ‏‫