07 نوفمبر 2025
تسجيلافتتح صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله الاسبوع الماضي دور انعقاد مجلس الشورى السنوي الـ 51، وألقى خطاباً شاملاً لخارطة طريق المستقبل، ولعّل أول ما استّهل به خطابه الكريم هو التحضيرات لكأس العالم وهو الحدث التاريخي الأهم ليس لقطر فقط بل للمنطقة الشرق أوسطية عامة ووصفها بالمناسبة الإنسانية وذلك للفرصة التي تتيحها للتعرف على الثقافات الاخرى وفرصة للزوار من كل الجنسيات والثقافات التّعرف على العادات والإرث القطري، ومنذ أن تم قبول ملف قطر قبل اثنى عشر عاماً وقطر تتحدى نفسها في تحقيق الحلم الذي اصبحنا نعيش مظاهره واقعاً الآن ولا يفصلنا عن صفارة الانطلاق إلاّ أيام معدودة، نستطيع أن نلاحظ فيها تطّور البُنية التحتية والعمران والمباني المميزة، وكافة أنواع المواصلات من باصات إلى قطارات ناهيك عن الطرقات الواسعة والجسور المرفوعة والتي تعتبر ضمن المشاريع الوطنية والخطط التنموية للبلاد والتي جعلت الدوحة محط أنظار العالم خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، وحالياً مع اقتراب انطلاق كأس العالم 2022 نلاحظ ارتفاع سرعة وتيرة العمل والأنشطة والفعاليات التي تتيح للمواطنين والمقيمين والزوار المشاركة فيها، وخفتت تلك الاصوات التي كانت تشكك في قدرة قطر على الجاهزية وإنجاز متطلبات الاستضافة، فالملاعب جاهزة بأحدث التقنيات وبأكمل وجه، والفنادق الثابتة والعائمة والمنتجعات أصبحت جاهزة لاستقبال ضيوف المونديال، وكل اسبوع نسمع عن فنادق جديدة، ومُدن سياحية، وشواطئ ستقام عليها فعاليات مختلفة، وتعج أجندة الفعاليات السياحية للهيئة السياحة بالتعاون مع الخطوط القطرية والجهات المختلفة بالعديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي أُقيمت وستقام في أماكن مختلفة من البلاد بين المولات والساحات المفتوحة ومدينة لوسيل وغيرها، بالإضافة إلى الحراك الثقافي والفني لهيئة المتاحف والتي نظمت مجموعة من الفعاليات وافتتاح لمتاحف وجلريات فنية، والدور الثقافي المهم التي تلعبه وزارة الثقافة أيضاً في تحضيراتها للاحتفالات المصاحبة باليوم الوطني، وتركيزها على الفعاليات الثقافية المهمة وتنشيط الحركة الثقافية والفنية بطريقة إحترافية غير مسبوقة. وعودة لخطاب سموه الذي ذكر فيه، حفظه الله، أن استضافة كأس العالم مناسبة نظهر فيها من نحن في قطر ليس فقط من الناحية الاقتصادية وقوة المؤسسات بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية، فبالرغم من التطور والانفتاح على الثقافات والشعوب إلاّ أن قطر تحافظ على عروبتها وهويتها وإرثها المحلي والأخلاق الإسلامية الاصيلة ونلاحظ المحافظة على الهوية في كل المظاهر الاحتفالية لكأس العالم، ونتوقع أن يتمتع ضيوف المونديال بذلك ويخرجوا بانطباعات إيجابية تبقى لديهم للابد. كل شخص في قطر وينتمي إلى أرضها يتحمل المسؤولية في رفع اسمها عاليًا وفي إظهار الصورة الإيجابية لها ولابد من احتواء ضيوف المونديال وحفّهم بالكرم القطري والاحتفاء بهم وتحّمل الصعوبات إن وجدت وإعطائهم الفرصة للاستمتاع في البلد ومرافقه ومساعدتهم إن احتاج احد منهم المساعدة، وتَقّبل ثقافتهم التي قد لا تتناسب وثقافتنا فهم ضيوف لايام معدودة ولا نود أن تنتشر فيديوهات إساءة لقطر وأن حصلت فنأمل عدم تناقلها ولا إعطائها بالاً وأهمية حتى لا تحقق أهدافها. دعواتنا لله بأن يتمم الأيام المتبقية على خير وأن يرى المونديال النور في قطر وأن تخطف أنظار العالم بإنجازاتها ليتأكد الجميع بأننا قدها ونجحنا في التحدي بامتياز.