09 نوفمبر 2025
تسجيلحينما يتواصل أحدهم معكَ من ذلكَ الزمن العابر، دون سابق إنذار فقط للسؤال عن أحوالك، أو بمعنى آخر للتعرف على مدى التغيرات التي استجدت عليك، فإنَّ فرحة أو انقباض اللقاء تعتمد على الذكرى التي تحملها بداخلك تجاهه، وستستعيد من ذاكرتكَ ما قد فات إلى يومكَ الحاضر الذي أنتَ عليه الآن. وحينَ تراهُ فإنَّك في قرارة نفسكَ قد تتساءل عن نوع التغيير الذي حدث لكَ مُنذ تركك آخر مرة، هل تغيرت أنتَ للأفضل؟ هل يا تُرى تطوّرت قدراتكَ وإلى أي مدى؟ هل حققت النجاح أو ما كنت تصبو إليه آنفا؟ أم هل يكفي أن تكون أمامه بقلبٍ سليم ينبض وجسدٍ معافى؟. إذا ارتأيت أن المستوى الذي أنتَ به الآن لا يتناسب مع طموحك الذي كنت تريد، ولقاءك هذا قد فجّر بداخلك ضيقاً، وقد يترك الإحساس بالفشل شعوراً مزدوجاً بخيبة ورغبة بنجاح، ولعل بعض اللحظات تحدث فرقاً كبيراً في حياتنا، وعجلة قد تسبب ندماً وتأخراً قد يؤدي إلى ضياع فرص، وفي خضم هذه الحياة وأحاسيسك الممزوجة بمشاعرٍ مكتسبةٍ من تعامل الآخرين معك، خاصة وإن كان لقاؤنا الثاني بمن ترك أذى في أنفسنا وليس أثراً طيباً، ذلك اللقاء قد يعبر عن طريقة نضجنا سواء على المستوى الإنساني أو المهني، في حال كان الشخص زميل مهنة أو مسؤولا سابقا. ولتحافظ على مساحة من التوازن بداخلك فخير ما تعمل بعد الانتهاء من أيَّ عمل أو لقاء أو بعد توقفك لاستراحة، أو أنَّك تشعر بالفشل تجاه عمل معين، فالأفضل أن تقيّم العمل بعد انتهائه أو انقطاعه، رغم إدراككَ أنَّك أفضل حالاً ممن سُلبت روحه، أو صاحب علة جسدية أو حتى نفسية، أو ممن جار عليه الزمان من حيث لا يدري مثل: سرقة بيته وتدهور أحواله، أو خسارة تجارته وضياع أسرته، إلا أن المُساءلة وحساب الذّات أولى خطواتك الشخصية نحو درجات سلم النجاح، وحتى الندم على ما قد فات واتخاذ قرارات مصيرية قد يجعلك تنحرف عن مسار أهدافك، فالندم بحدِ ذاته يجعلكَ تتريث في الخطوات والقرارات المستقبلية. ربما يحالفك الحظ بأن تكون منشغلاً ومشتعلاً من الداخل بأمور شتى قد تحرمك النوم ليلاً، تجعلك سريعاً في تفكيرك حين تصمت، وقليل الحركة حين تتحدث مع الآخرين، رغم كونك تريد أن تجري لتصل لهدفك مندفعاً بطموحك المتأجج، إلا أنَّ الظروف المحيطة حولك تمنعك... تحطمك... تعطل تقدمك. اعلم حينها أنَّ هناك رسائل كونية تحيط بمدارك تستلزم الفهم والإدراك، واسأل نفسكَ هل أنتَ في المسار الذي تصبو إليه أم أنَّك ما زلت تائها، هل من هم حولك من صحبة يساندونك ويدفعونك نحو الأفضل، أم أنهم ممن يقذفون بحممهم عليك ليزيد إحباطك وتغير مسارك الذي كنت ترنو إليه منذ القدم، ولتفادي أخطاء الماضي عليك بالقراءة والتنظيم وخصوصا تنظيم الوقت، وبذلك فإنَّك تضمن قلباً ينبض بانفعالات سليمة وفكرا متّقدا بقراءة نيرة وجسدا مفعما بصحة جيدة ونفسا مطمئنة بعبادات صحيحة. إذا أتقنت الإدراك وأنت بلا حراك، وتحركت وأنتَ مدرك للاتجاهات الصحيحة، وقرأت الرسائل الموجهة إليكَ فاعلم حينها أنَّك لست متأخراً عن نجاح سبقك به الآخرون بل إنَّ الكون يُساندكَ والوقت هو الذي يحدث لك الفرق. النجاح قد يبعث السعادة والرضا عن الذات ولكنه ليس بشرط أن يكون منصباً أو ثروةً، قد يكون النجاح فكراً مستبصراً يجعلك أكثر وعياً لاستخدام ما تملكه من إمكانيات في الوقت المناسب دون قيود، وكم من حرية يراها الفرد مطلقة، وهي بمثابة قيد يمنعه من الحراك لشيء آخر قد يحقق طموحه ومبتغاه. هل أدركت يوماً أن الوظيفة الحالية في حال كنت تعمل في كونها حلمك الذي تسعى لتحقيقه، أم هي منصب يساعدك على تحقيق ذلك الحلم؟ هل ارتأيت أنَّ وظيفتك عبادة تحقق بها اكتفاءً مادياً؟ أم أنَّك تراها قيداً يدفعك للجنون تَود لو يأتي يوم وتتحرر منه هل فعلا تريد زيادة خبراتك المعرفية وقدراتك ومهاراتك أم أنَّك اكتفيت علماً وقدراً؟ تذّكر أنَّ مرحلة الإدراك تتطلب منك حراكاً سليماً بِناءً على قاعدة علمية مستمدة من عمليات دراسة ودراية وتخطيط، وتأكد أنَّ منطقة اللاحراك تتطلب منكَ إدراكاً سليماً؛ حتى تنطلق مدركاً للأمور التي تدور حولكَ وتنطلق في مسار سليم. التقييم المستمر يساعدكَ على اتخاذ القرار للخطوة المقبلة، والتوازن والتعبير عما بداخلك أسرع الطرق التي تجعلك مستمراً في طريق النجاح. اسمح لمشاعرك بالانطلاق للساحة الواقعية واختر شخصاً مناسباً للتحدثِ معه، ودائماً دوّن ملاحظاتك عما تفعله في ملفِ إنجازٍ خاص بك؛ حتى تراقب أفعالكَ اليوميَّة وتقيمها ويزيدك الإحساس بالعمل والتدوين أنْ تكون متيقظ الفكر حاضر البديهة ذا شغف بالعمل ويذكركَ بما تود القيام به من خطط مؤجلة. وتذكر أننا لم نولد حكماء بل تطوّرت قدراتنا للأفضل بفعل الإدراك والحركة نحو العلم والعمل، وعليه كُنْ صادقاً مع نفسكَ وتحرّك ولكن ببصير، واعلم أن بين منطقة اللاحراك ومرحلة الإدراك عليكَ أنْ تعلم موقعك من الإعراب، وإمكانياتك حتى تستطيع أن تحّدد إجابتك لذلك المتصل الذي ظهر في حياتك وبعد فترة زمنية قد أحدثت تغيرات في حياتك أنتَ فقط من يحدد تأثيرها عليك، بين الإدراك واللاحراك أنتَ فقط من يحدد الإجابة على ذلك السؤال عن أحوالك وعن حياتك الآن. [email protected]