10 نوفمبر 2025

تسجيل

قضايا محلية تحتاج إلى قرارات هامة

30 أكتوبر 2015

لعلي أكون من بين الذين جل اهتماماتهم بالشأن العربي والدولي، وما يحاك ضد هذه الأمة التي تستحق كل اهتمام وتضامن ووحدة من قبل جميع مكونات هذه الأمة العربية، لمواجهة ما يحاك ضدها للنيل منها، نحن العرب أصحاب رسالة خالدة، رسالة الوحدة والتوحيد، بيدنا مشروع إلهي صالح لكل مكان وزمان، إن أحسنا فهمه وإدراك معانيه في إصلاح الأمة بكل أطيافها الدينية بعيدا عن التشنج والتطرف (لكم دينكم ولي دين) سورة الكافرون. لكن انشغالي بالشأن العربي العام يجب ألا يصرفني وغيري من أهل القلم في بلادنا الآمنة المطمئنة قطر أن نتناول الصور الإدارية غير البناءة والممارسات التي نعتقد أنها تحتاج إلى تصويب من قبل كل صاحب قرار، صاحب القرار في منصبه العالي قد لا تمكنه ظروفه من ملاحقة كل صغيرة وكبيرة، وواجب أهل القلم والرأي إرشاد صاحب القرار إلى أماكن الخلل في المجتمع عن طريق الصحافة المحلية، فهي وسيلة الاتصال الممكنة بصانع القرار، أيا كان منصبه في الإدارة العامة.❶القضية الأولى موجهة إلى وزير التعليم: وهو الرجل الذي خرج من الجامعة إلى الوزارة ليضيف إلى الجهود التي تبذلها الدولة لإصلاح التعليم والتعلم والنهوض بهما، وإصلاح التعليم لا يكون فقط بإصدار اللوائح والأنظمة الإدارية وإنما بالمتابعة الميدانية لسير تلك العملية التعليمية، إن حجر الزاوية في تقدير الكاتب ينطلق من رياض الأطفال، فإذا أسس الطفل على أسس تربوية حديثة وتعليمية راقية بلسان فصيح في جميع ما يطرح عليه فإننا نكون قفزنا خطوة إلى الأمام.من المؤسف، أن تدخل مدرسة خاصة أو عامة لما دون المرحلة الابتدائية، وتجد في الصف الواحد تكدس الأطفال في غرفة بنيت لتكون غرفة نوم متواضعة المساحة، وليس كفصل دراسي، وتجد في الصف الواحد عددا لا يقل عن خمسة عشر طالبا، يدار هذا الفصل بوجوه وسن وتقاليد مختلفة ليس بينها انسجام تعليمي أو لساني، إنك تدخل مدرسة خاصة وكأنك داخل مدرسة تديرها الأمم المتحدة (فيها المدرسة / المدرس الإفريقي، والفلبيني، والهندي، وأوروبا الشرقية، والعربي) يؤسفني القول إنك تدخل مدرسة وكأنك تدخل سوبر ماركت، فسؤالي كيف يُربى جيل له هوية وطنية، وانتماء في ظروف كهذه؟ قد يجادل البعض ويقول لا تبعث بابنك/ ابنتك إلى مثل هذه المدارس، والرأي عندي هو نقيض ذلك الجدل، التعليم أمانة وفريضة دينية وحق لكل إنسان وعلى من يعيش في بلادنا أن يتعلم ما يجب أن نعلّمه لأبنائنا. أما المدارس الأجنبية الأخرى مدارس الجاليات فعليهم أن يعلموا تاريخنا العربي والإسلامي واللغة العربية.معالي الوزير: مدرسة خاصة بها أكثر من 600 طالب وطالبة من جنسيات مختلفة، من أولى ابتدائي إلى الثانوية العامة (عقدت لقاء أولياء الأمور مع أساتذة أبنائهم لمناقشة تطورهم التعليمي من بدء العام الدراسي)، دخل أحد الآباء إلى الصف الذي يدرس فيه لمقابلة معلمة الفصل حسب ترتيب مسبق، وعرّف نفسه بأنه ولي أمر الطالب (س) فردت عليه المدرسة المعنية "بأنه لا يمكنني تذكر اسم بنك، أرني صورته"، ففعل الأب باستغراب، أراها صورة الابن التي كانت على تلفونه الجوال، معلمة الصف الأول الابتدائي تقول:" لا تلوموني لدي أكثر من فصل دراسي، في كل فصل عدد 25 طالبا، لا يمكنني تذكرهم ولا يمكنني تقديم تقرير مفصل عن الطالب"، المدرّسة تسأل ولي الأمر، "ما هي مشكلة ابنك الدراسية؟" أجاب، ألاحظ ضعفه في المواضيع (ص، س، ق) فبدلا من أن تعطي تقريرا عن الطالب، عن سلوكه في المدرسة، قدراته، تعاونه مع زملائه، اجتماعي، انعزالي،... إلخ)، لم تفتح ملف الطالب أمام والده، بل راحت تكرر عليه ضعف ابنه الذي قال به ونصحته أن يزيد الاهتمام به في البيت. هذه المرحلة الأولى من التعليم العام، ويدار بهذا الشكل، فكيف تتوقع مخرجات تعليم ممتازة؟! أقترح يا سيدي ما يلي: ❶ تحديد عدد الطلبة في الصفوف الابتدائية بعدد لا يزيد على عشرة طلاب، وأن يكون في الصف مدرس / مدرسة، ومساعد مدرس. ❷ــ التأكد من قدرات المدرس في هذه المرحلة ومتابعة أعماله، وليس التركيز على ملف المعلم الذي يقضي فيه ساعات لإعداده تفوق ساعات التدريس.❸ متابعة المدارس للتأكد من الالتزام بقواعد التعليم والتدريس وشتان بين التعليم والتدريس، وبذلك نستطيع خلق جيل نافع.❹ عدم الاعتماد على تقارير الأسرة عن المدرسة ومدرسيهم ففي معظمها مجاملات كي لا يلحق الأذى بابنهم.❷القضية الثانية إلى المجلس الأعلى للصحة، وزير الصحة: كنت في زيارة لمركز طوارئ مستشفى حمد يوم الأربعاء الساعة الثالثة، باحثا عن طبيب يصرف لي دواء انتهى من عندي، فوافق الطبيب مشكورا فأمر بصرف الدواء المطلوب، لم يكن ذلك الدواء متوفرا في صيدلية الطوارئ، فاتجهت إلى الصيدلية في العيادات الخارجية، وجدتها مغلقة، ومقرر لها أن تفتح الساعة الخامسة، وأنا مضطر للدواء في وقت محدد، فاضطررت للذهاب إلى الصيدليات العامة واشتريت الدواء والحمد لله أنني وجدت دوائي في الوقت المناسب.سؤالي، لماذا لا تكون صيدلية المستشفى الرئيسية مفتوحة على مدار الساعة، وأن يتناوب الصيادلة على العمل كل ثماني ساعات، إنه أمر مهم أن تكون الصيدلية مفتوحة على مدار الساعة كما هو قسم الطوارئ في المستشفيات. ملاحظة أخرى أوردها لأهميتها، وأنا في تلك الزيارة آنفة الذكر وقبل أن تغلق الصيدلية في الدور الرابع (عيادات خارجية) وجدت ممرضة أمام الصيدلي تقدم له وصفة دواء صادرة من طبيب متخصص، وصرف له دواء مختلفا كل الاختلاف عن الوصفة المكتوبة، سمعتها تقول للصيدلي لو تناول المريض هذا الدواء لأصبح في خبر كان، وأصبح المستشفى في مأزق. سمعت الصيدلي يقول: لقد أبلغت المريض بأن هذا الدواء غير موجود فأصر أن أصرف له دواء بعد أن ارتفع صوته، فصرفت له هذا الدواء.السؤال، هل تمر مثل هذه الحالة دون مساءلة، واتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرارها؟.◄ آخر القول: شكرا لتلك الممرضة المخلصة في عملها ومهنيتها الفائقة، ويجب مكافأتها والإشادة بها أمام كل منتسبي حمد الطبية، وهذا يدخل في باب العقاب لمن أخطأ والثواب لمن أصاب.