14 نوفمبر 2025
تسجيلالمقدماتُ الصحيحةُ تقود أحياناً إلى نتائج خاطئة لأنَّ الأسلوبَ الذي صِـيْـغَـتْ فيه غيرُ سليم ولا يتصل بالواقع، ومن هذا المنطلق، نبحثُ ظاهرةَ عزوفِ الجماهيرِ عن التواجدِ في ملاعبنا. صحيح أنَّ تراجعَ المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أنَّ المسؤولَ الأولَ هو السياساتُ القاصرةُ للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ الـمُقايضة، حين يتم دَفْـعُ مبلغٍ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بِـجَـمْـعِ أفرادٍ من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغَـنُّـوا بلا روحٍ ولا حماسةٍ، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُـدِّدَتْ لهم. على الأندية تحديثُ رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافةٍ ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءةٍ في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قُصُـورٍ في فَهْـمِ الدورِ العظيمِ لتلك الروابط. إنَّ اختيارَ أشخاصٍ ذوي ثقافة وطَلاقةٍ في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون الـمُقدمة للانطلاقِ إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتمَّ التواصلُ مع المدارسِ والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءاتٍ مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطةٍ يتم خلالها تواجدُ اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيلٍ من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السِّـنِّ الحماسةَ والاندفاعَ اللازِمَـينِ لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلامٌ متميزٌ بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والـمِـهْـنِـيِّ الرفيع. فقد لعبَ دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليلِ الفنيِّ الـمُجرَّدِ، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطَّتْ سنَّ الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطابٍ إعلاميٍّ يلفتُ انتباههم ويُرَسِّـخُ في عقولهم ونفوسهم مفاهيمَ حضاريةً تتعلق بالرياضة كروحٍ جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا، ويعطون بذلك صورةً رائعةً نحتاجُ إليها في خطابنا الإعلامي مع الخارج الدولي الذي يراقبُ جهودنا في إعداد المجتمع والإنسان لإقامة مونديال ٢٠٢٢ م في قطر الحبيبة.