06 نوفمبر 2025

تسجيل

"ملح الأرض" بين الماء والبارود

30 سبتمبر 2013

• لا منطقة وسطى.. بين الجنة والنار.. المطر والرصاص.. فما زلنا بين فواجع الأمطار التي عرت "الغبش واليتامى" وماصت الحيطان.. حتى هطل قرار رفع الدعم عن المحروقات في سودان اليوم كالصاعقة البرقاء على رؤوس اصلا هي مهمومة بضيق المعيشة قزمت قامات الاطفال بسوء التغذية وسوء التدبر لمراكب الاقتصاد الذي افرغ الريف من جوفه و"لحس" مدخرات البترول واهمل الزرع والضرع والعيشة المعدن تلك التي كانت. • هذا أحمد.. يريد أن يصل لجامعته وفي جيبه لفافة لا تتعدى الخمسة عشر فلساً.. وتلك حاجة التومة تريد بصلاً وشيئاً من عظيمات أو حشي الخرفان.. يكفي طعماً مستصاغاً لبطون تصوصو جوعا منذ ان شقت الشمس كبد السماء.. لا حجارة ولا حصى لتغليهم حتى ياتيهم النعاس.. من اين لها اصلا بموقد وانبوب غاز قفز هو الاخر ضمن المحروقات التي لامست طلح الهشاب وحفرة الدخان عطر نساء السودان وساونتهم بعد رهق مشاوير قفة الملاح و"كانون" الشاي واللقيمات في زوايا الحارات ومواقف الباصات وجوار المشافي ودريبات الازقة الخلفية وتحت الشجيرات، ترصدهم الكاميرات المتطفلة والعفوية التي تحدث الناس حولنا عن ثروة مهملة مع سبق الاصرار حيث يتسكع الشباب "العاطل" كالقنابل المؤقوتة وكفاقد تربوي ما بين سجلات الجامعات والتوظيف.. •هرع الصبايا والصبيان بحلاقيم جافة "يسقط.. يسقط".. فهطل مسيل الدموع وقرقعت البنادق.. وسلت الخناجر وسقط الشهيد.. والوليد.. والشماسة واطفال الشوارع والمندسون بين الصفوف..والجوعي والمتعطشون... ونفيسة وعلى... اين كانت الاجهزة الامنية والشرطية لحراسة المندسين والمتضررين على السواء؟!! • ضمن رزنامة الخريف لم تستأذن السماء لافراغ جوفها ومتى كانت السماوات تستأذن للهطول والبرق والكسوف والنهار والتتابع والانزواء ولكن "ثلاثاء" قفل ماسورة دعم المحرقات كان يوما خانقا كالحا على ستات الشاي وامهات اليتامى والمرضي والمعاشيين.. ألم يتدارس المتراصون بعمائمهم المطرزة وعصيهم التي أحسن اختيارها ان ذلك سيكون مرجلا يغلي؟! وكيف لا يغلي.. وحواء ورقية وموسى ومحمد احمد كوتهم نار الغلاء حتى جفت امعاؤهم وفاض بهم الصبر كيلا، فنهبوا وكسروا وتطاولوا على الاسر المنزوية في اركان منازلها جوعا وخوفا.. وحلما بان هناك من سيؤمن عرباتهم وركشاتهم واسواقهم وبنوكهم.. اين كانت العيون الساهرة لتحمي المحتجين والمتفلتين والمكتوين بنار الغلاء ورفع الدعم؟!.. • ما ذنب "ملح الارض" يكتوي تارة بامطار الخير التي لم يحسن استغلال مساراتها واخريات برفع الدعم الذي لم يحسن توقيته..واخريات بعدم تأمين مسيرات الغضب.. ألا يكفي اهل المرابيع وكرري والبرقيق وزالنجي ما سقط من منازلهم لتلفحهم قرارات الهبت سياط السوق ورفعت كل ما يصلح للأكل الادمي لأرقام فلكية ما انزل الله بها من سلطان؟!. • إن هطلت الامطار دون استئذان فهل انفتحت الارض على أباليس "الجن والشياطين" ليحصدوا تسع عشرة نفسا او هي مائة او تزيد؟! ما ارخص الدم البشري في بلد يمتلك اكبر ثروة حيوانية لكنه فضل ان يضحي بدم الغبش.. وحكايات ما زالت فصولها تتشكل وسط مضاربات تبرئ النافذين الذين أسكنوهم بمجاري السيول او غضوا الطرف عن تململ الجياع والمتربصين بسواطير وعصي دمرت عمارا كان بالامس ولن يزيد الاقتصاد إلا تعقيدا.. • ماذا انتم فاعلون؟!.. اقول لكم: أجلسوا العقلاء ليقولوا كلمتهم، فما أكثر نجباء حواء السودان التي أنجبت الصديق الامين وأخا الاخوان الكريم ووو... همسة: حينما يوسد الأمر لغير أهله.. فالنتائج معروفة مسبقاً..