16 نوفمبر 2025
تسجيللم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباويِّ لم تنلْ منه جراح مسيرة التراجع والإخفاقات على أرض الملاعب، فكأنَّ الحبَّ العظيمَ فيه للقلعة الحمراء سببٌ ليتحملَ خيبة الأمل ويغصَّ بالأسى وهو يرى جدرانها الشامخة تهتز وتكاد تتهاوى، وأحدثت فيه نتيجة مباراة العربي ولخويا، أول أمس، جرحاً غائراً يُضاف إلى جراحٍ أخرى تتزين بها مأساته المزمنة. عمَّا نتحدث؟، عن المدرب الذي لم يزل عاجزاً عن قراءة فريقه وإمكاناته، وتوظيف ذلك في وضع اللاعبين في المواقع التي تتناسب وقدراتهم؟ أم عن غيابه الكامل عن تجاوز نقاط الضعف في خطط اللعب، بحيث يستطيع اللاعبون كتابتها إنجازاً وفوزاً بأقدامهم على أرضية الملعب؟ عَـمَّا نتحدث؟، عن اللاعبين الذين كانوا يتراكضون هنا وهناك في الملعب بلا روح قتالية، وكأنهم لا يلعبون باسم نادٍ عريقٍ، وإنما يحاولون إيجاد العُذر للنتيجة المخزية التي استقر في وجدانهم أنها مصيرٌ محتومٌ للمباراة؟، أم عن إعدادهم النفسي الذي لا نشك أنَّ المدرب والإدارة لم يوليانه أيَّ اهتمام؟ عَـمَّا نتحدث؟، عن إدارة النادي التي ستخرج علينا، كالعادة، بتبريرات فنية وإدارية لا تقنع الجمهور الذي يطالبها منذ سنوات بأن تفعل شيئاً يعيد القلعة الحمراء إلى الصدارة؟، أم عن العجز الواضح في استقطاب الـمموِّلين الكبار، مما أثَّـرَ سلباً في قدرة النادي على التجديد والتطوير في ظل نَقْـصِ الإمكانات المادية؟ إنَّنا نتحدث عن اسم نادٍ كبير، وباسم جمهوره الكبير الذي صارت لغة اليأس تشوب نبضات الحب في قلبه فأخذ ينأى بنفسه عن الملاعب، لأنه قد يحتمل خسارة يشاهدها عبر التلفاز ويكون بإمكانه تغيير القناة فراراً من مرارتها، لكنه لا يستطيع أنْ يشاهد عَياناً وهو جالسٌ في صفوف المشجعين تلك المجزرة التي يتعرض لها ناديه على أرض الملعب. إننا لا نتحدث عن نتائج مباراة أو اثنتين أو ثلاث، وليت الأمر يقف عند حدود مخاوف العرباويين على بقاء ناديهم في ذيل ترتيب فرق دوري الدرجة الأولى، ولكنه يتعداها إلى هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية، وأنه لن يستطيع المنافسة حتى لو هبط إليها، في ظل هذه اللامبالاة من إدارته، وتلك الظلال من فقدان الروح في نفوس لاعبيه. العربي بحاجة لربيع عرباوي، إدارياً وفنياً، يبعث الروح فيه ويصحح مساره، فإذا ظلَّ حاله على ما نراه فإنَّ العرباويين سيجلسون على قارعة طريق البطولات يشاهدون الآخرين يتقدمون فيه بإنجازاتهم، بينما ينشغلون هم بلَـوْمِ بعضهم وفي قلوبهم حسرات لا تنقضي.