08 نوفمبر 2025

تسجيل

هل اللقاحات تجارة؟ (2 /2)

30 أغسطس 2023

من الذي يروّج لأخذ اللقاحات غير الإجبارية في دولنا؟ وكيف؟ معظم الشركات تركز على إثارة الخوف، ولكي نقف على مسوّقات الترويج ينبغي أن نعلم عددا من الحقائق: أولا: إن ترويج اللقاحات إجراء ربحي حتى لو اضطرت الشركات لتقديمها مجانا لأن تدمير غير المباعة أو منتهية الصلاحية تكلّف الملايين فهي مواد بيولوجية خطرة وتكلفة التخلص منها عالية. لذلك غالبا ما يتم الإيعاز للمساهمين - وهم صانعو قرار أساسيون في منظّمة الصحّة - بتدشين حملات ترويجية تحت ستار العمل الخيري بذريعة مضاعفة حصانة أطفال دول العالم الثالث! ثانيا: معظم شركات اللقاحات ومنظمة الصحة محميّون من الدعاوى القانونية المتعلقة باللقاحات. ثالثا: التعتيم البحثي وملاحقة وإقصاء الناشطين ضد اللقاحات ليس بالجديد، فلا يتجرأ أحد على مناهضتها وإن تمّ فيجبر على الاعتذار أو الصمت. لم آتِ بذلك من فراغ بل بتحليل دقيق وإليكم الاستدلالات الآتية، في تقرير تحليلي خاص بمعدلات التوحّد حول العالم نشرته منظمة إنقاذ الجيل Generation Rescue ٢٠٠٩ ورد الآتي: «يخرج إلينا سنودن آخر من مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي CDC ليكشف ما أخفوه عن العامة والكونغرس ١٣ عاما بأمر من رؤسائه: لقد أخفينا دراسات تشير بوضوح إلى ارتباط اللقاح الثلاثي MMR بارتفاع في التوحد وبالتحديد بين الذكور السود». CDC رفض تسليم الوثائق للكونغرس وأخفاها ١٣ عاما في تزامن مع شهادات من مسؤوليه أمام الكونغرس تنفي علاقة اللقاح بالإصابة بالتوحد بين أطفال أمريكا والدول المتبنية للتطعيم. يضيف التقرير: رغم ذلك ينشر التطعيم والناس تعاني، فالأرقام الرسمية عن أعداد المصابين بالتوحد غير مسجلة كاملة» وغالبا ما تكذب الدراسات ذلك الربط بـ «لـــــم يثبـــــت علمــــيّا». من الأمثلة الترويجية ما تقوم به شركة بيل غيتس ومنظمة «جافي» وهي غنيّة عن الشرح خصوصا بعد خوضكم معركة كوفيد- 19. ومن أكبر الأدلة على تسييس اللقاحات مثال تابعته وكتبت مقالته منذ 2016 وأجلت نشره حينها. أحلّله لكم هنا بالأدلة، ولكم الحكم. أعيد ذاكرتكم إلى شهر مارس من عام 2016!! فماذا حدث؟ خلال يوم فقط من الإعلان - قام الفنان الأمريكي «روبرت دي نيرو» بسحب فيلم «الملقَّح.. من التستر إلى الكارثة» Vaxxed: From Cover-Up to Catastrophe» من العرض في مهرجان تريبيكا السينمائي والذي يتحدث عن علاقة بين التطعيم الثلاثي والتوحد، وقد أخرجه وشارك في كتابته الطبيب «أندرو واكفيلد» وهو مؤلف لدراسة نُشرت في المجلة الطبيّة البريطانية The Lancet 1998، إلا أن الدراسة تمّ سحبها 2010 أي بعد 12 سنة من نشرها. في البداية دافع دي نيرو عن الفيلم رغم احتجاج الأطباء، وهو والد طفلٍ مصاب بالتوحد وأحد مؤسسي مهرجان تريبيكا، وصرّح بدعمه قبل شهر من موعد عرضه ووفقا لتقرير نشرته الغارديان الأحد 27 مارس 2016: «أنا وجريس لدنيا طفل مُصاب بالتوحّد، نحن نؤمن بشدّة بأهميّة مناقشة ودراسة جميع الأسباب التي تؤدي إلى التوحّد بشكل مفتوح». مضيفا «من بداية تأسيس تريبيكا منذ 15 عاماً، لم أطلب عرض فيلم معين ولم أشارك في هذا الألم، إلا أن الموضوع هذه المرة يمسّنا شخصياً، وأريد أن يكون الموضوع محل نقاش، لذلك سنقوم بعرض الفيلم». بدأ إعلان الفيلم بـ «هل أطفالك في أمان؟» «كان مركز مكافحة الأمراض على علم جيد بعلاقة لقاحات M.M.R. بخطر الإصابة بالتوحّد». التصريح خطير! فماذا حدث؟ لم يسلم إلى سحب اللقاح أو توفير البدائل! بل تمت معاداة الدراسة الطبيّة وسحبها! بل سحب المجلس الطبي البريطاني العام رخصة ممارسة الطبّ من د. واكفيلد واتّهمت دراسته بالانتهاكات الأخلاقية والفشل في تفسير تضارباتها المالية وفقاً لتقرير نشرته نيويورك تايمز 26 مارس 2016. موقع المهرجان لم يذكر عن تجريد واكفيلد من رخصته وسحب دراسته، بل ذكر أن الدراسة جعلت منه أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الطب. ولمن لا يزال يحتفظ بجزء من ذاكرة مهرجان تريبيكا السينمائي من مارس 2016، أذكركم بأكثر من ذلك!! فقد تم تهديد كل مهرجان تريبيكا بالمقاطعة، واتُّهم الفيلم بأنه «من إخراج من اخترع هذه الكذبة الكبرى من الأساس». وأجْبر دي نيرو على سحب الفيلم والمختصون على الإقرار بعدم صحة ما جاء فيه. فمن الذي أجبر دي نيرو ليغيّر رأيه بين ليلة وضحاها بين 26 -27 مارس 2016، وهو أب لطفل توحد وأحد المقتنعين بنتائج البحوث المنُشورة في المجلات الطبية المحكمة؟ في أمريكا الحرّة كما يزعمون، لا تمنع الأفلام ولا البحوث فحسب بل يتمّ إجبار المشاهير والعلماء على تغيير أقوالهم. ونأمل ألا نرى المزيد من التصفيات لمن يقوم بالتنوير. وأخيرا.. نؤمن بأهمية اللقاحات الرئيسة بالطبع ولكن وعينا يجب ألا يحجب عنا الحقائق حول غير الضرورية منها. كما يجب ألا تقبل وزارات الصحة في دولنا اللقاحات الجديدة بما هبّ ودبّ مثل «الورم الحليمي». وللمفارقة التي ربما لم تلحظها الوزارة أنه في بداية الترويج قد عجز قصور الوعي لدى القائمين على حملات بعض الصحف من أن يفرّقوا فيمن يروّج له هذا اللقاح فدعوا إليه الجنسين!!! ونتمنى ألا يتمّ إغراقنا في أروقة المستشفيات بحملات اللقاحات الاختيارية دون توعية بمعزّزات المناعة الطبيعية، ودون نشرات بالأعراض الجانبية المحتملة علما بأنها حقّ مثلها مثل أي نشرة دواء أو وثيقة في إجراء طبي خصوصا وأنها تقع في صميم بروتوكولات وأخلاقيات مهنة الطبّ... هذا إذا ما زلنا نؤمن جميعنا بأن الصحة بمفهومها الشامل لا تزال مهنة.