10 نوفمبر 2025

تسجيل

سعادة الوزير ..

30 يوليو 2013

مرت قطر خلال الفترة الأخيرة بنقلة نوعية وفريدة من نوعها، ليست فقط بداخلها ولكن على المستوى الخليجي والعربي والعالمي ابتداء من نقل السلطة من أميرنا الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دوله قطر، في الوقت الحالى حفظة الله، بصورة أبهرت العالم بأكمله، وجعلت قطر على صغر حجمها وكبر مواقفها السياسية والاقتصادية والرياضية.. حديث العالم، وصاحب هذه النقله تغيير وزاري فى العديد من مؤسسات ووزارات الدولة والنهوض بها، وربما كل فترة ـ حينما يتم فيها تغيير الهيكل الوزارى بالدولة وصدور العديد من التشريعات الجديدة أو التعديل وما يحمل معها من إيجابيات، تتحقق فيها رؤية قطر المستقبلية 2030 ويسهم معها المسؤولون المواطنون في دعم وتنفيذ الرؤية يداً بيد، فيكاد يفرح العديد منا أو يحزن فى هذا التغييرالوزاري الذي يحدث كل سنوات معينة.. وفرحةالبعض ترجع إلى عدم تحقيق الوزير المفوض فى تحقيق ما كان يأمله منه العديد من المسؤولين العاملين تحت مظلته بالوزارة، ووصول الوزير نفسه إدارياً فى قراراتة وسياساته فى العمل إلى جميع العاملين معه، سواء كان في قرارات أو سماع شكواهم الوظيفية والإدارية والمركزية التى كانوا يعانون منها وعدم السماح لهم فى الوصول إليه والجلوس معه، وذلك لوجود حراسة مشددة عليه من قبل طاقم سكرتارية فاخر ومواعيد مسبقة تأخذ شهوراً، ربما تشبه مواعيد مستشفى حمد، وربما تراه وربما لا تستطيع رؤيته، وإذا استطعت مقابلته ربما يحدد لك وقت معين ويا ليت تعرض مشكلتك باختصار، ويمكن أن تتحدث عن مشكلتك معه، يأتية عشرات الاتصالات أو اجتماع مفاجئ، ويعتذر عن إكمال الحديث معك، ويطلب منك ترك موضوعك عند مدير مكتبه، وإن شاءالله بنرد عليك، وبالطبع مدير المكتب يحول الموضوع إلى المسؤول المباشر للإفادة، والمسؤول لا يعلم ما المشكلة ـ من أساسه ـ ويحول الموضوع إلى أصغر موظف للبت فى المشكلة وإعطاء تقرير عنها للمسؤول، وهذا هو الروتين الإداري، وهناك من يحزن لتغيير الوزارة لحجم الإنجازات والمشاريع التى قدمها، وحسن إدارته الوزارية، وذلك ابتداء من أصغر موظف إلى أكبر مسؤول وغير الارتقاء والسعى فى توصيل أفضل الخدمات للمراجعين، ولكن الآن سعادة الوزير!! تكاد تكون مهام كرسيك اختلفت فى الوقت الحالي عن وزراء سابقين كانوا قبلك، وأصبحت الأمانة أكبر مما تتخيلها فى الوقت الحاضر، وخاصةً أن التغيير في الوزراء حدث فى وقت تنازل سمو الأمير الوالد عن كرسيه، وحملكم معه رسالة؛ أن هذه المناصب ليست للمصالح الخاصة ولا من أجل المركزية الدائمة التى تأملون لها سنوات أبدية، ولكنها أمانة موكلة إليكم أمام الله، ومنها أمام الدولة التى وضعت حاجات المواطنين نصب أعينكم ليلاً ونهاراً، وهذا المنصب فقط لخدمة الوطن والمواطن لا غير وليست لزيادة مكانتك الاجتماعية والاقتصادية بالدولة، وبعد تنازل الأمير الوالد عن كرسيه فقد أعطاكم الدرس الكبير فى حجم العطاء الإنسانى أولاً، والرحمة فى العمل والقرارات التى سيكون مصيرها مواطن يعمل تحت مظلتك أو مراجع يأمل مقابلتك فى أى وقت لحل مشكلته، أو النظر فى أمره ونأمل أن تبدأ من حيث ما انتهى الوزير السابق، وأن تنظر فى حجم المشاكل التى لم ينظر ولم يبت فيها طوال فترة وزارته، وألا يخفى عليك فى إدارتك الجديدة حجم الأخطاء التى وقع فيها من قبلك، وتحاول حلها أوتجاوزها ومما نأمل ألا تعتمد فى وزارتك على عدد معين من المسؤولين تحت إدارتك وتسمع منهم فقط كل مايتعلق بشؤون الوزارة، وسواء كان ما يخص الموظفين أو المراجعين وتحجب أذنك عن الباقين، ولكن نتمنى أن نراك بصورة دائمة، فى كل ركن بالوزارة مع الموظفين والمراجعين بصفة شخصية وبدون حراسة حولك، من مسؤولين يحجبون رؤيتك الحقيقية عن الواقع المؤلم، وحتى لا تنكشف أمورهم أمامك وتقصيرهم فى العمل، ولذا نأمل أن تعطى فرصة وتلقى الأضواء على صغار الموظفين والجنود المجهولين بوزراتك، وكشف حجم العقول التى تعمل فى مظلتك، وربما تأتى فترة وزارتك وتنتهى ولا تعلم أسماءهم ولا حتى أشكالهم، ويرجى أن تخصص يوماً ما مع صغار الموظفين بالوزارة وتتطلع من خلالها على كل صغيرة وكبيرة، تحدث في العمل وتنظر إلى العديد من المقترحات والمشاريع المتعددة لديهم بناء على خبرتهم فى المجال، وتساعدك في إعطاء رؤية شاملة فى تنفيذ العديد من الخطط والبرامج التى تأمل تحقيقها ولن تتحقق إلا من خلالهم، فاكسب علاقتك الاجتماعية معهم أولاً، ويليها أن توفر لهم بيئة عمل مناسبة بعيدة عن المركزية من قبل مسؤولهم المباشر، ولذا نتمنى ـ سعادة الوزير ـ المزيد من الإنجازات مع عهد جديد، في ظل قيادة رشيدة وحكيمة، وأنتم أهل لهذه الثقة.