13 نوفمبر 2025

تسجيل

اعرف قدرك أيها الإنسان

30 مارس 2020

وباء جائحة (فيروس كورونا) قضّ المضاجع وحرّك الجميع وما زال، فمن الضرورة الوقوف على دروسه ومعانيه والقيم والأخلاق التي يحملها لنا ويرسلها للإنسانية على مستوى الأفراد والمجتمعات وكافة الدول، والعاقل من يستفيد بما يسوقه الله سبحانه للبشرية جمعاء، فمن هذه المعاني: المعنى الأول: أيها الإنسان اعرف قدرك من أنت، ومن هو الله سبحانه وتعالى ؟. فقوم عاد قصتهم نأتي عليها ونحن نقرأ القرآن الكريم كتاب ربنا الخالد، تحكي واقعاً وليس تاريخاً مضى وانتهى، لا، وما زال أقوام يتحدون السنن الإلهية ويتطاولون عليها ((فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ))، والنتيجة ((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ)) فأصبحوا لا شيء. وأتى على النمرود حشرة صغيرة فأهلكته بقدرة الله تعالى، فأصبح لا شيء. ألا من عبرة أيها الطغاة والظالمون وكل من يركن إليهم ولو بكلمة. اعرف قدرك أيها الإنسان من أنت؟. ومن هو الله سبحانه المتصرف في هذا الكون؟. المعنى الثاني: أيها الإنسان أنت ضعيف، وظلوم كفار، وكنود، ظلوم، جهول، ما أكفرك، كثير الجدل، عجول، هلوع جزوع منوع، يَؤوس قنوط، طغيان واستكبار في الأرض، مغرور. اعرف قدرك أيها الإنسان من أنت؟. ومن هو الله سبحانه وتعالى؟!. الله أكبر وأعظم. المعنى الثالث: اعرف قدرك أيها الإنسان من أنت؟! ومن هو الله سبحانه وتعالى. فيا أيها التاجر ويا صاحب الملاءة المالية وأنت في قلب الحدث (وباء كورونا)، خفف وتجاوز سهل على الناس، وتنازل عن إيجارات المحلات، فلا دخل لهم خلال هذه الفترة، وبعد انقضاء هذا الوباء سيأتيك الخير بإذن الله. فالخير الذي أنتَ فيه كله من عند الله سبحانه الرازق. المعنى الرابع: قال الله تعالى ((مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)) فيا أيها الإنسان اعرف قدر الله ومن تكون أنت، عجزت الدول الكبرى قبل الصغرى، قف عند قوله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز)). سبحانك يا ربنا أنت القوي العزيز القادر على كل شيء. المعنى الخامس: اعرف قدرك أيها الإنسان من أنت!؟ أين أنت أيها الليبرالي وخاصة الليبرالي العربي، وأين ذبابك لا نسمع لك صوتا حتى الهمس، أنت مختفي!. ما علمتُ عنك أنك تخاف من (كورونا). أعرف عنك أنك سليط اللسان على الشرع والتطاول على ثوابته، وعلى علمائه ودعاته المصلحين، وأنك تهرف وتغرف بما لا تعرف وتدعي أنك مثقف ومتحرر وتنادي بالترفيه المنحل الساقط. اعرف قدرك أيها الليبرالي فأنت لا شيء أمام قدرة الله تعالى نسأل الله لك الهداية. المعنى السادس: اعرف قدرك أيها الإنسان من أنت!؟ فلماذا رفع (الخشم) على الغير، ولماذا ترى نفسك أحسن من غيرك؟ ولماذا تقول أنا ولد فلان بن فلان؟ فهذا الوباء أتى على الجميع ولم يستثن أحدا، تواضع رحمك الله مهما كانت مكانتك الاجتماعية ومنصبك، وما تحمله من ثراء وملاءة مالية التي تُعرف بها، فكلنا من أب واحد. اعرف من هو الله سبحانه وتعالى. ( حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه وداء ووباء). "ومضة" إذا لم نأخذ العبر والدروس والمعاني الكبرى من هذا الوباء، فالخوف كل الخوف أن يأتي علينا ما هو أشد وأقوى منه. نسأل الله السلامة والعافية. فاعرف قدرك أيها الإنسان من أنت؟!. ومن هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلاّ الله. [email protected]