08 نوفمبر 2025

تسجيل

أنظمة المؤسسات المرتكزة على المنتجات

30 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عادةً ما يسألني الناس: ماذا سيكون تأثير الاحتباس الحراري على كوكبنا؟، ودائمًا ما يكون جوابي: الأمر معقد. عادةً عندما يعطي أحدهم إجابة كهذه، فهذا لأنه لا يريد أن يجيب عن السؤال، ولكن في حالة الاحتباس الحراري، فالآثار حقيقة أكثر تعقيداُ من أن ندركها. فعلى سبيل المثال، قد يكون من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ازدياد الكوارث الطبيعية (تذكروا إعصار كاترينا) ما قد يخفض عدد البشر (الذين تؤدي تصرفاتهم بصفة أساسية إلى الاحتباس الحراري) بدرجة هائلة في المستقبل وبالتبعية سيقل تأثيرهم على البيئة. من المحتمل أيضًا أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى نشوء بكتيريا جديدة تمامًا ذات تأثيرات كارثية على البيئة وما إلى ذلك. الفكرة هنا أن بيئة الأرض هي نظام شديد التعقيد تتفاعل فيه آلاف المتغيرات المترابطةً بحيث يكون وضعها في قالب معين للتنبؤ بالمستقبل هو درب من دروب المستحيل.والسبب هو أننا كبشر نفشل في فهم التفاعلات بين متغيرات متعددة بمجرد أن يبدأ عددها في الازدياد. لذا، عادةً ما تؤدي قراراتنا التي نتخذها بنية سليمة إلى تبعات مدمرة بسبب تأثيرات النظام التي لسنا قادرين على استوعبها. ومن الأمثلة البناءة لتوضيح ذلك، أنه في وقت ما لم يكن بالولايات المتحدة أي أنواع من العصافير، وتم إحضار هذا الطائر الذي كان منتشرًا بكثرة في أوروبا إلى الولايات المتحدة عمدًا للقضاء على الحشرات الضارة. ومن المعروف أن العصافير تلتهم بشراهة اليرقات وغيرها من حشرات الحدائق والغابات. راقت البيئة الجديد للعصافير نظرًا لعدم وجود طيور جارحة تلتهمها وبالتالي بدأت في التكاثر بشدة وبدأ عدد الحشرات في الانخفاض بشكل كبير وسرعان ما تحولت العصافير – بسبب نقص الغذاء الحيواني – إلى حيوانات نباتية وبدأت في تدمير المحاصيل الزراعية، حتى اضطر الأمريكيون إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للسيطرة على تكاثر العصافير، ما كلف أموالًا طائلة، ليس ذلك فحسب، بل أصدرت السلطات الأمريكية قانونا يمنع استيراد أي حيوانات جديدة إلى الولايات المتحدة.كيف يمكننا تطبيق مثل هذه الدروس على عالم المؤسسات؟ يمكننا أن ننظر لأي شركة على أنها نظام "نظام حي" به العديد من الأنظمة الفرعية المترابطة، وإن لم يتم فهم وإدراك هذه الترابطات، سينتهي الأمر بتدمير النظام. بل إن هذا النظام لديه أيضًا إحساس ومشاعر، الأمر الذي ينعكس في صورة الروح المعنوية للموظفين، ولديك أنظمة فرعية مثل الإنتاج والخدمات المعاونة والبحث والتطوير، كما أن لديك أيضًا موردين وعملاء ومساهمين، فأن تجعل كل هذه الأجزاء تعمل معًا بصورة متماسكة هو تحدٍ حقيقي، تحدٍ تصدى له "بوب لوتز" نائب رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة جنرال موتورز، ليخرج بحل مبتكر في كتابه الأكثر مبيعًا الصادر عام 2013 تحت عنوان "صناع السيارات مقابل المحاسبين: المعركة من أجل استعادة روح الصناعة الأمريكية (Car Guys vs. Bean Counters: The Battle for the Soul of American Business) "دعوا إدارة الأعمال للمهندسين ومصممي المنتجات".حجة "لوتز" الرئيسية أن بعض المديرين يعتقدون أنه يمكن تحديد أجزاء أي شركة من خلال مقاييس مالية كمية مطلقة، وأن الكل هو ببساطة مجموع هذه الأجزاء. هم يعجزون عن فهم التفاعلات بين الأجزاء المختلفة للنظام، فمثلًا إن أرادوا لشركاتهم أن تزداد أرباحها بنسبة مليار دولار، فكل ما عليهم فعله بصورة ما هو أن يرفعوا أسعارهم أو يقللوا من تكلفتهم بنسبة مليار دولار، ففكرتهم هي أنهم يتعاملون مع الشركة على أنها مجموعة أجزاء يمكنك أن تضيفها أو تنقصها من النظام كأنها قطع في لعبة، وبالتالي يمكنك أن تدير أداء المؤسسة بشكل عام بطرق يمكن التنبؤ بها، ولكن مثلما أوضحنا في المثال السابق، فهم يعجزون عن إدراك التأثيرات الأخرى الناتجة عن قراراتهم (على الجودة والمنتجات الجديدة وتحفيز الموظفين وغيرها) .من المثير أن نشير إلى أن القطاع الوحيد من الاقتصاد الأمريكي الذي يضيف وظائف جديدة وتزداد إنتاجيته وأرباحه هو القطاع الأكثر تركيزا على المنتجات وعلى الهندسة هو وادي السيليكون. إذ أن أكثر شركة يمكننا التدليل بها على هذا الأمر هي بالطبع آبل (رأس المال السوقي 500 مليار دولار) . فطالما أن هناك مهندس صناعي (تيم كوك) في مقعد القيادة يقدم للناس منتجات مبتكرة (مثل iPhone وiWatches) فالعملاء والمساهمين على حد سواء سعداء.