12 نوفمبر 2025
تسجيلللأسف أننا لازلنا أمام ثقافات تريد أن تحمل على كاهلها ذنب العداوة بين الشعوب وأمام ضمائر تخون الأمانة والمسؤولية التي تحملها ليس فكراً وثقافة وطرحاً بل ومسؤولية أمام التاريخ ونحن تعودنا في فترات زمنية أن يظهر لنا مثل ذلك ولكننا تعلمنا أن مثل هذه الثقافات لا تسود ولا تستمر لأنها تريد أن تصنع العداوة والبغضاء بتصرفات لا مسؤولة الهدف منها الإساءة لشعوب شقيقة فتحمل وزرها ووزر غيرها ووزر التاريخ.ما طالعتنا به صحف عراقيه من إساءة واضحة وصريحة للمنتخب السعودي لا شك أنه عمل لا مسؤول يندرج تحت مفهوم الفتنه بين الشعوب وهو الأمر الذي لا يقبله أي عاقل ولا إعلامي نزيه ولكنني أذكر بأخلاق القادة فعندما فاز المنتخب العراقي على المنتخب السعودي بكأس آسيا في إندونيسيا كان أول المهنئين للحكومة العراقية تأتي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهي رسالة تحمل الكثير من المعاني التي ترتقي فوق الرياضة والسياسة هذا على المستوى السياسي أما على المستوي الرياضي فنعرف جيداً ماذا قال الأمير سلطان بن فهد لرئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد عندما قال له مباركاً ومهنئاً الكأس في بغداد وكأنها في الرياض.ما أقوله اليوم هي رسالة لابد أن نعرف أننا أمناء أمه وشعوب نصدر المحبة والسلام نحفظ الود والاحترام نزرع الخير والصلاح فيما بيننا علينا أن نحكم الضمير فيما يطرح فنحن أمام التاريخ يكتب ويدون ويسجل مالنا وما علينا فإما أن نكون عنصر بناء في وجسد الأمة أو نكون لا سمح الله عنصر هدم.والرياضة واحة جميلة تجمعنا هنا وهناك علينا أن نجعلها وسيلة لتقاربنا وعندما نتنافس فيها نتنافس بشرف المحبة وعلينا أن نفصلها عن السياسة فالرياضة تبقى وتظل المتنفس الوحيد الذي لا عداوة فيه وعنصرا مهما في جمع الشعوب وملاذاً أمناً بعيداً عن كل المنغصات التي تخلفها السياسة لنا فلماذا نريد أن نشوه هذه الواحة بعبث مقيت لا يغني ولا يسمن من جوع.نحن اليوم نقول إننا مع كل هذا نحسن الظن أن هناك عقلاء يرفضون ويستنكرون ويربأون عن أنفسهم ويتبرأون عن مثل ذلك الطرح المخزي فكراً وثقافة ومقصداً وهو بلاشك يكشف لنا الخبيث من الطيب ونقول لهم هذا نحن وهذا أنتم كل يملأ صحيفته بما يشاء.وعلينا أن نعرف ونؤمن أن الإساءة لا تعالج موقف ولا تصلح أمراً ورب العزة والجلال يقول (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) ويقول أيضاً (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فهذا هو ديننا وهذه هي أخلاقنا وثقافتنا فهل تعلمون.