14 نوفمبر 2025
تسجيلبالفصحى اسمها (الحدأة) بالعامية المصرية اسمها (الحداية) وهي من الجوارح التي تنقض من علو شاهق لتخطف بمخالبها الحادة فريستها ثم تطير بها الى حيث شاءت لتلتهما بمزاج! شاع ذكر (الحداية) فى الحكايات الشعبية على أنها متخصصة فى الانقضاض على الكتاكيت وربما من اجل ذلك شاع المثل العامي الذي يقول (الحداية مابترميش كتاكيت) لأنها تفترسها ولا تهديها! وما تقدم ينطبق تماما على (الحداية الكبيرة أمريكا) التي تتخير ما تلتهم من فرائس، (آه.. مش أى حاجة، لازم تكون الفريسة ملظلظة وحلوة كده زي مصر) الآن يمكن ان نعي معنى ان تقدم أمريكا معوناتها لمجتمعات بعينها مرة باسم دعم الاقتصاد، وأخرى باسم دعم الديمقراطية التي تزرع من اجلها دكاكين حقوق الإنسان المزعومة وتمول بسخاء، ولقد رأينا نسخة لديمقراطية أمريكا بالعراق الحزين من تدمير، ونهب، وفتن، لا تكاد تنام حتى (بالفاليوم)! نستوعب الآن تماما ماذا يعنى ان تقدم أمريكا معوناتها التي فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها (السطو والاستلاب) أصبح معلوما (للأهبل) مرامها ومرادها، أصبح مفهوما مغزى الدعم السخي المتدفق على دكاكين حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية الأمريكاني المزروعة فى قاهرة المعز ليس (لسواد عيون مصر) وإنما للغوص إلى أعمق نقطة ممكنة فى كيانات تلك الدول حتى تصبح مكشوفة تماما لتنقض (الحداية الكبيرة) بمخالبها المسنونة فتفترس وتنفذ حلمها بشرق أوسط امريكى، ضعيف، مهزوم، مقسم، متناحر، فقير، مريض، جاهل، عاجز عن الإنتاج، مقتول الطموح، تابع، مقاديره بيدها تحركها كعرائس الماريونت دون ادنى اعتراض، ومن ثم إحكام (سيطرة الحداية الكبيرة) على الشرق المهلهل بطرائقها المختلفة المحددة فى مقولة (لن ابحث عن عملاء، بل سأصنع العملاء) وبما أنها أستاذة فى صناعة العملاء فقد فعلت ونجحت فى استقطاب وتجنيد المغرر بهم ليتعاونوا وينفذوا ما تريد من حرائق وفتن! كان يمكن ان نقول ان كل ما سبق كذب فى كذب، وتقولات (المفترين) على أمريكا بنت الحلال الطيبة، أو هو تشويه متعمد وتلويث لسمعتها المسك، لولا ان رأينا وسمعنا المصرية الأمريكية (دولت سويلم) مديرة برامج الحملات الانتخابية بمصر وهى تقول فى برنامج الحقيقة على "دريم" والتي قدمت استقالتها وهى تقول (بلاوي) عن دكاكين أمريكا فى مصر التي كانت تعمل فى واحد منها قدمت فيه بلاغات بالمستندات للنائب العام تثبت قيامه بنشاط غير معلن عنه يمس امن مصر، تقول "دولت": كانوا يثقون بي ويعتبرونني أمريكية ويتحدثون امامى دون تحفظ فعرفت أهداف المعهد، وأضافت ان شخصيات من المخابرات الأمريكية كانت تتابع فى مصر نشاط المعهد، وان التمويل كان يأتي من الكونجرس مباشرة، وانه بمجرد العلم بمداهمة الأمن المصري لمقار المنظمات تم جمع أوراق المعهد وشحنها الى أمريكا رأسا حتى يختفي ما يجب إخفاؤه، وتضيف (دولت سويلم) ان أمريكا تلبس قناع الديمقراطية فقط وتقوم بعمل مخابراتي لالتهام مصر خلال أعوام، وإنها لاحظت أنهم كانوا يسألون خلال استطلاعات الرأي عن مواصفات العينة المسئولة كشكل لباس المواطن: مدني؟ جلابية؟ حجاب أم نقاب؟ صغير أم كبير؟ حتى الأمراض الوبائية كان يتم السؤال عنها!! وهنا اسأل أمريكا الطيبة التي مازالت براءة الأطفال فى عينيها: لماذا تسألين كل هذه الأسئلة؟مالك ومال الحجاب والنقاب؟ مالك ومال لبس الأفندي ولبس الفلاح أبو لاسة وجلابية؟ السؤال: هل نعتبر ما تقدم ترتيبا للسيطرة على مصر؟ الأغرب مما تقدم، نقرأ بالصحف أمس ان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للديمقراطية إياها وحقوق الإنسان المزعومة (مايكل بوزنر) قال فى سفارة أمريكا بالقاهرة تعليقا على التحقيق مع العاملين بدكاكين حقوق الإنسان التابعة لأمريكا فى مصر (ان الوقت حان لإيجاد بيئة تمكن أعضاء المنظمات من العمل بحرية) يقصد المحترم حرية التجسس على مصر. ياريت تتأكد الحداية الكبيرة أن الراشدين وحتى السذج عندنا يعلمون ان وراء معوناتها التي تتأرجح بين المنح والمنع "ان وأخواتها، وولاد خالتها، وولاد عمتها، وكمان ولاد جارتها" حفظ الله أم الدنيا مصر. *** طبقات فوق الهمس * لعل سعادة الدكتور خالد بن حمد العطية قد اجاب على (كُتاب الفتن) بضم الكاف وإعلاميي التوليع، الذين اصبح من مهامهم الأولى ضرب علاقة مصر مع دولة قطر تحديدا، التى يعرف القاصي والداني انها ما تخلت يوما عن مساعدة قريب او بعيد اذا ما عرضت ازمة، عوضا عن مشاريعها الخيرية حول العالم التى يمكن ان تتضح للمتابع على شاشة جهازه بلمسة واحدة، حتى غير المسلمين وصلتهم إغاثة قطر، ومع ذلك فأصحاب شعللة الحرائق يعكرون الصفو، فما ان اعلن "الجنزورى" عن المبلغ الذى تسلمه كدعم من قطر والسعودية رداً على الوقفات الاحتجاجية اليومية التى تطلب من الخزانة ما لا تطيق، استنادا على وصول 10 مليارات من قطر غير ما وصل من السعودية، حتى سن كتاب الحرائق اقلامهم وضربوا طبولهم وطنطنوا بأن قطر لم تف بوعدها لدعم الاقتصاد المصرى، لقد اوضح دكتور خالد اثناء احتفال السفارة المصرية بذكرى الثورة ان تأخر قطر فى ضخ ما حددته من دعم كان بسبب ترقب استقرار الأمور فى مصر بشكل كامل، وانتظار حكومة مدنية تتولى الحكم. اعتقد ان هذا الكلام كلام محترم لا غبار عليه خاصة ونحن نرى التجاذب، والتخوين، والصراع، والكمائن التى ينصبها البعض للبعض طمعا فى خطف السلطة.. يا كتابنا الأفاضل من فضلكم من اجل مصر بدلا من سن اقلامكم على الدول حرضوا الشعب على العمل. * احلي الكلام: مكتوب ومتقدر..... ييجى زمن أخضر واللي قدر مرة...... مرة كمان يقدر واللي يضحي بعين..... من غير عينين أبصر واللي اتعمى قلبه...... عيونه دي منظر الشاعر الجميل: عبد الرحمن يوسف القرضاوي