18 نوفمبر 2025

تسجيل

أخطأنا الطريق وأضعنا المسار

30 يناير 2012

في العدد 3496 يوم الثلاثاء 17 /1/ 2012 من ملحق الوسيط من صحيفة الشرق صفحة 28 إذ يحمل في طياته إعلانا عن (أروما تم افتتاح أروما كافيه (شيشة) شارع الخليج ويوجد صالة خاصة للعائلات) ورقم تلفون. هل هذا حث وتشجيع على تعاطي الشيشة أفراداً وعائلات في المجتمع، لا ندري!!! كان الأجدر والأولى من صحيفة الشرق ألا تنشر هذا الإعلان على صفحات هذا الملحق بتاتاً.. ونذكر صحيفة الشرق أنها في الأشهر الماضية قد دشنت حملة قيمية إيجابية رائعة "الدين النصيحة" لتعزيز القيم والأخلاق، وكان لها صدىً طيباً، وكان من جملة ما طرح في حملتها عن الشيشة "تدخين شيشة واحدة يعادل تدخين 30 إلى 50 سيجارة، والشخص المدخن للشيشة يمكنه في جلسة واحدة استنشاق كمية من الدخان تزيد 100 مرة عن دخان السيجارة". "تدخين رأس واحد من الشيشة يعادل تدخين علبة سجائر كاملة".. ثم تأتينا الصحيفة في ملحق الوسيط بهذا الإعلان لتناقض ما كان في حملتها، نحتاج إلى توقف وأن نكون على بصيرة. إن محاربة ومكافحة التدخين بكافة أشكاله وأنواعه وعلى رأس هذه المكافحة آفة "الشيشة النتنة القذرة"، التي انتشرت في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم، واجب وطني ومسؤولية مجتمعية دمرت بعض أفراد المجتمع، خاصة الفئة الشبابية من أبنائنا. وما زال المسلسل مستمر في إعطاء التصاريح لفتح الشيش، ومحلات لبيع لوازم التدخين. وكنا في مقال سابق تحدثنا عن محل لبيع لوازم التدخين في مدينة الوكرة قريب جداً من مناطق سكنية ولم يتخذ إجراء لتغيير مكانه من الجهات المختصة، ولم يتحرك عضو المجلس البلدي الممثل عن مدينة الوكرة للحفاظ على بيئتها وعلى شبابها ولتتمتع بأجواء نقية نظيفة. أين الحفاظ على البيئة بكافة جوانبها؟ وأين الحفاظ على قيم وعادات المستهلك؟ فمن حقوق المستهلك الحق في احترام القيم الدينية والعادات والتقاليد. ونذكر هنا بأن من ركائز رؤية قطر 2030 التنمية البيئية "إدارة البيئة بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة". "إن تحقيق هذه الرؤية مسؤولية وطنية. وللمجتمع القطري بكافة فئاته وقطاعاته الاقتصادية دور مهم يؤديه في هذا الصدد...". " المحافظة على البيئة وحمايتها بما في ذلك الهواء والأرض والمياه والتنوع البيولوجي...". أليس فتح الشيش في مختلف مدن الدولة هو تعدٍ وإضرار بالبيئة وسلامتها، أليس هذا تناقضا مع رؤية قطر 2030، فكيف نسمح بفتح المزيد من هذه الأماكن المضرة للصحة والبيئة والإنسان، إنها مسؤولية مجتمعية وفردية ومؤسسية يتحملها الجميع. ويمكننا بكل تأكيد تبني حملات وحملات توعوية بأضرار الشيشة عن طريق المناهج الدراسية في كل المراحل التعليمية والجامعية، وإقامة ورش عملية توضح إضرارها ومخاطرها، وتفعيل التثقيف الصحي المستمر لإفراد المجتمع، والإكثار من اللوحات الإرشادية، وأخيراً التضييق على أماكن الشيش بمنع التراخيص الجديدة لها أو التجديد لها خاصة الموجودة في المناطق السكنية.. نتمنى ألاّ نعيش في تناقضات مع أنفسنا ولا مع ما نريده ونطمح ونسعى إليه.. "رب اجعل هذا البلد آمناً". آمناً في أمنه وصحته وبيئته وهوائه ومجتمعه وأخلاقه وقيمه وتنميته واقتصاده واستثماراته وخيره وعطائه وفي كل شيء يعود عليه وعلى أهله وأبنائه بالنفع والخير حاضراً ومستقبلاً. "ومضة" "إنما يضيع الحق بين ثلاث شهوات، شهوة الجاه والشهرة وشهوة المال والمنفعة، وشهوة اللذة والمتعة".