12 نوفمبر 2025

تسجيل

لماذا زجت الحكومة السودانية بحلفاء الجبهة الثورية في السجون؟!

29 ديسمبر 2014

استشاطت الحكومة السودانية غضبا من القوى السياسية الشمالية التي أقامت حلفا مع تنظيم الجبهة الثورية المسلحة الذي يضم أربع حركات مسلحة تقاتل الحكومة السودانية في أقاليم دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان صدر عنه بيان تأسيسي باسم (نداء السودان) حمل في طياته لغة متشددة ضد نظام الرئيس البشير، أعلاها العزم على إسقاط النظام بالقوة العسكرية. وأدناها المطالبة بوضع انتقالي بديل للنظام السوداني الحالي يجري انتخابات بديلة للانتخابات التي يعد لها النظام في الوقت الحالي. ويكتب دستورا جديدا للبلاد ويطلق الحريات الإعلامية والصحفية ويطلق جميع السجناء السياسيين، وكما هو واضح فإن سقوفات مطالب المعارضة قد تبدو عالية وغير مقبولة من نظام استراح في منصة الحكم لأكثر من ربع قرن من الزمن لا ينازعه أحد. ترجم النظام غضبه من رموز المعارضة الذين مهروا بتوقيعهم بيان نداء السودان في العاصمة الإثيوبية في الثالث من ديسمبر بزجهم في السجن عند وصولهم إلى الخرطوم. بينما توعد السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، أكبر الأحزاب السودانية، رئيس الوزراء السابق، والزعيم الروحي والسياسي لطائفة الأنصار، أكبر الطوائف الدينية في البلاد، توعدته بالاعتقال فور عودته إلى السودان. تصرف الحكومة الانفعالي هذا فسره الشارع السياسي في السودان بأنه خوف وتحوط مما قد يأتي من هذه القيادات المعارضة في المستقبل القريب مدفوعة بيأسها البالغ من الأوضاع في البلاد. فالنظام لا يستطيع أن ينسى كيف فاجأته حركة العدل والمساواة، أحد فصائل الجبهة الثورية الموقعة على هذا النداء، كيف فاجأته على حين غرة ونفذت عملية عسكرية خاطفة في مايو 2008 زحفت خلالها من جنوب كردفان إلى قلب العاصمة السودانية في وضح النهار مما شكل يومها فضيحة عسكرية وسياسية قاصمة للنظام الذي اشتهر بقمعه الشديد لمعارضيه. كما لا ينسى النظام كيف فاجأته الجبهة الثورية للمرة الثانية واجتاحت في أبريل 2013 مدن أم روابة والسميح وأبو كرشولا التجارية وتبقى فيها لبعض قاطعة بذلك الطريق القومي المرصوف الذي يربط العاصمة القومية الخرطوم بغرب السودان كردفان. إلغاء الرئيس البشير بجرة قلم الاتفاق الذي رعته الوساطة الإفريقية في 28 يونيو من عام 2011 المعروف باتفاق عقار – نافع (عقار هو رئيس الجبهة الثورية ونافع هو مساعد رئيس الجمهورية واللذان ترأسا المفاوضات، كل ممثل لكيانه، ومن ثم نسب الاتفاق إليهما) كان هو السبب المباشر لاندلاع الحرب في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. لقد عرف النظام الآن أنه يواجه قوة عسكرية حربية ذات مراس. أما حين تنضم إلى هذه القوة الحربية كيانات مدنية سياسية ذات ثقل شعبي كبير مثل كيان الأنصار وحزب الأمة، فلا يتوقع أحد أن تأخذ الحكومة ذلك الأمر مأخذا سهلا.