08 نوفمبر 2025

تسجيل

عقلية الندرة وعقلية الوفرة

29 نوفمبر 2017

كثيراً ما نرى الحسد بين الناس عندما يتحدثون عن شخص ما حصل على ترقية في جهة عمله، أو وظيفة جديدة في مؤسسة تشتهر بمرتباتها ومزاياها العالية، أو منصب كبير في الدولة، أو نجح في مشروعه التجاري. فبمجرد الحديث عن هذا الشخص ستجدهم يكيلون له الاتهامات بعدم استحقاقيته، وعدم جدارته، وأنه لم يفعل الكثير ليحصل على هذا الشيء، سوى أنه يصاحب فلانا وعلانا، وأنه حصل على ذلك بسبب "الواسطة" والمحسوبية، وخداع الآخرين، وغيرها من الأساليب الملتوية. السبب الرئيس في ذلك هو أن بعض الأشخاص يفكرون بعقلية الندرة، وليس بعقلية الوفرة. صاحب عقلية الندرة يظن أن الفرص محدودة في الحياة، وأن الوصول للنجاح لا ينبغي إلا لعدد قليل من الناس، بينما صاحب عقلية الوفرة يؤمن أن الفرص كثيرة في الحياة، وأن النجاح يستطيع الوصول إليه كل من أخذ بالأسباب، وأن هناك مكاناً يتسع لكل من يسعى للوصول لهدفه. فتجد الشخص الذي يفكر بعقلية الندرة يتابع بقلق وإحباط على ما حصل عليه الآخرون، ولا يفرح بما قد يحصلون عليه، ويفكر في ما عند الآخرين أكثر مما يفكر بما لديه، كما أنه يعتبر الآخرين منافسين له، ولا يهمه إن كانت قراراته وتصرفاته ستضر الآخرين. بينما الشخص الذي يفكر بعقلية الوفرة يتعلم من تجارب الآخرين، ويسعى لدفعهم للوصول لأهدافهم، كما تجده يذكر أفضال الآخرين عليه، ولا ييأس ويستفيد من الكبوات، ويعتبر عدم الوصول لهدفه تجربة وليست فشلاً. إن الموارد والفرص والنجاحات في الحياة لا تنضب، فهناك فرص تكفي الجميع، والفرق فقط في كيفية تفاعلك مع هذه الفرص. ولكن البعض ينطبق عليهم قول الشاعر: لعَمرُك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق