07 نوفمبر 2025
تسجيلتأتي زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لأمريكا اللاتينية لتعطي دفعة قوية للعلاقات العربية الأمريكولاتينية، كما تمثل نقلة نوعية لعلاقتنا بدول أمريكا الجنوبية، وتعمل على دفع جهودنا في التنويع الاقتصادي على مختلف الأصعدة، خصوصا أن الاستثمار في هذه الدول ذات الاقتصادات الناشئة والتي تحقق معدلات نمو قوية يساهم في تقليل المخاطر وفتح آفاق جديدة من التعاون بين قطر ومختلف دول هذه المنطقة وتأتي الزيارة بعد تحضير وإعداد مسبق وزيارات قام بها الطرفان على أعلى المستويات وتم التوافق على اتفاقيات ثنائية تقوم على الميزة التنافسية التي تملكها كل دولة. فمن كوبا وما تتميز به من قوة القطاع الصحي والفرص الاستثمارية الواعدة، خصوصا أننا في قطر لدينا تجربة تعاون ناجح مع هذه الدولة في هذا القطاع، من خلال المستشفى القطري الكوبي وهي تجربة يمكن البناء عليها في مختلف القطاعات، كما أن القطاع الصحي الكوبي يفتح فرصا للقطاع الخاص القطري من خلال الشراكة والتعاون للاستثمار في هذا القطاع، سواء في قطر أو كوبا أو بقية دول العالم. كما شملت زيارة سموه فنزويلا، البلد العضو في الأوبك وما يمثله من فرص للتعاون في قطاع الطاقة، والعمل على تطوير العلاقات لبناء شراكات تمكن كلا الدولتين من الاستفادة القصوى بما تملكه كل دولة من إمكانات، فقطر لها تجارب كبيرة في عدة مجالات، مثل النقل والطاقة والاستثمار والمؤسسات الخدمية والنفعية، هذا بالإضافة إلى الخبرات التي تملكها فنزويلا وغيرها من دول أمريكا الجنوبية في مختلف القطاع، وبالتالي فإن دول أمريكا اللاتينية في المجمل توفر مناخا آمنا للاستثمارات وتملك اقتصادات تنمو بمعدلات أعلى من بقية المناطق الجغرافية الأخرى وهي اقتصادات تعتبر بكرا ونامية مقارنة بالاقتصادات الغربية وأمريكا الشمالية، فهي تمنح استثماراتنا التنويع الاقتصادي والجغرافي والقطاعي والمناخي والبيئي وتنويع العملة، بل إن الاقتصاد الأمريكولاتيني له صفات وقدرات وإمكانات مختلفة عن بقية المناطق في العالم ولذلك فهي أفضل منطقة، تمنحنا تنويع الاستثمارات وخفض المخاطر وتعتبر ملاذا آمنا للاستثمارات العربية، لما لهذه المنطقة من خصوصية تبرزها كملاذ آمن بعيدا عما تعانيه بقية مناطق العالم وخاصة أوروبا، من تراجع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، مما ينذر بعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتأثيرات ذلك على الاستثمارات وقيم الأصول من أسهم إلى عقارات، مما يجعل أوروبا منطقة غير جاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى ضيق هامش الفرص الاستثمارية، فالاقتصادات الأوروبية هي اقتصادات بلغة الاكتفاء فتراجع المردود وقلة الفرص على عكس الاقتصادات الأمريكولاتينية والتي تزخر بالفرص والنمو والمردود المرتفع، هذا بالإضافة إلى ما تكنه شعوب أمريكا اللاتينية من احترام وتعاطف مع العرب ودائما ما كانت تسعى لعلاقات وطيدة مع الأمة العربية ولديها جاليات عربية كبيرة وذات مكانة وتلك الجاليات تتطلع لعلاقات حميمة مع الدول العربية.والمتابع يرى مدى جدوى تحقيق التقارب بين الدول العربية بشكل عام وقطر بشكل خاص مع دول أمريكا اللاتينية وما يمثله هذا التقارب من فرص ومجالات لتطوير العلاقات وتنميتها في مختلف المجالات، من السياحة إلى القطاع الصحي، إلى الأمن الغذائي والمائي ومراكز البحوث والتعاون البيئي والتعليمي وعلوم البحار والأحياء المائية. تستطيع مؤسساتنا أن تقيم كيانات تجارية تتحالف فيها الشركات الوطنية من كهرماء أو نبراس لإنشاء محطات للطاقة الكهربائية، فهي تملك الخبرات والإمكانات وتقوم الديار بعملية الإنشاء فتكون مقاول البناء وقطر الوطني يقوم بتوفير التمويل وقطر غاز بإمداد المحطات بالغاز الطبيعي، هذا بالإضافة إلى جهاز قطر للاستثمار وما يمكن أن توفره هذه المنطقة من فرص لهذا الجهاز، وبالتالي فإننا نتطلع لأن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون وخلق شراكات ناجحة بين مختلف القطاعات تعود بالنفع على الجانبين القطري وأمريكا اللاتينية.