12 نوفمبر 2025

تسجيل

ابتزاز حقوق الإنسان

29 نوفمبر 2013

مازلت مؤمناً أن ما يحدث لملف قطر حول كأس العالم لا يتجاوز مسألة واحدة وهي أنه يعاني من الابتزاز العلني ولكنه المبطن بملفات وقضايا يريد منها البعض أن تكون سبيلاً للوصول لما يريدون الوصول إليه. فلا أعتقد أن مؤسسات حقوق الإنسان وغيرها فجأة بدأت تتحدث عن قضايا ليست ذات علاقة برياضة كرة القدم وليس مكانها كرة القدم وليست من اختصاص الاتحاد الدولي لكرة وأعجب كثيراً من تبني الاتحاد الدولي لكرة القدم لقضايا ليست من اختصاصه وهل هناك دولة في العالم لا تعاني من مشكلات ذات صبغات اجتماعية وعمالية وغيرها وهل أصبحت استضافة كأس العالم تندرج من ضمن شروطها قضايا عمالية وغيرها ليس لها أي علاقة بمثل هذه الأحداث. ونحن نعرف جيداً أن هناك منظمات تنظر لمصلحتها ورغباتها وتضغط على أساس كسب مصالح هنا وهناك وتمرير ما يمكن تمريره تحت غطاء كأس العالم. وهم في ذات الوقت ذات تلك المنظمات تغاضت بشكل غريب لما حدث في البرازيل في كأس القارات من احتجاجات وأعمال هددت سلامة العالمين هناك حتى إن الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي يقص كيف حماهم الله من الدخول في مظاهرة كادت أن تكون كارثة لهم لولى التصرف الأمثل من السائق. كنت حاضراً للمؤتمر الصحفي الأخير للكشف عن ملعب الوكرة وسمعنا أسئلة استفزازية ولكن أكثر ما أعجبني هي الردود البليغة لحسن الذوادي الذي يملك سرعة بديهة عالية. وما زاد إعجابي أن هذا الملف القائم عليه شباب يملك روحاً وعملاً ومع هذا فهم قامات في تاريخهم العملي والعلمي ومن هنا يكمن النجاح فروح الشباب تجدها في أدق التفاصيل وهذا سر النجاح الذي تحققه الشعوب بروح شبابها ومن هنا نلمس حجم التغيير الذي يشمل كافة التفاصيل فالمجتمع يزداد نشاطاً عندما ينتفض الشباب في ميادين العمل. المهم اليوم أن يعرف القائمون على ملف قطر 2022م بأنهم يحتاجون لدبلوماسية رياضية للتعامل مع تلك الملفات وعندما أقول الدبلوماسية الرياضية فأنا أقصد فن التعامل مع تلك الملفات بحنكة العقل ودهاء الفعل وتحجيم القضايا وسد الثغرات والاحتواء الذي لا يعني الانصياع بقدر معرفة مفاتيح اللعبة التي تريد بعض الجهات والمنظمات أن تلعبها مع الملف القطري. بقي اليوم القول بأن ما نشاهده من عمل وتخطيط لكأس العالم والذي ينسجم ويندمج مع الرؤية الوطنية لقطر 2030م هو بلاشك عمل جبار يخدم المجتمع والمواطن والوطن أولاً ويخدم حدثاً عالمياً تريد قطر أن يكون مشرفاً ليس لها فقط بل وللعالم العربي والعالم أجمع وهو العنوان الذي أستطيع أن أقول إن من صنع هذا الملف أجاد وتفنن فكراً ورؤية وتنفيذاً ولكنه الإنجاز والتفوق والنجاح لابد أن يكون له أعداء.